رئيس التحرير
عصام كامل

المقاتل جمال الغيطانى


ليس أهم ما يميز جمال الغيطانى الكفاءات في أداء عمله كمراسل عسكري، أو المهارة في الإبداع الأدبى أو الانحياز الاجتماعى للفئات أو الطبقات الأقل قدرة والاضعف في مجتمعنا، أو أيضا بساطته وإنسانيته وتواضعه.. إنما أهم ما ميز جمال الغيطانى مع هذا كله هو الحس الوطنى المرهف والرفيع.. ولذلك لم يخطأ أبدا في اتخاذ الموقف الصحيح والسليم في أكثر الاوقات صعوبة وغياما والتباسا.. بل إنه انبرى بشجاعة يدافع عن وطنه في مواجهة الأخطار التي تهدده والتحديات التي تواجهه، ويتصدى بقوة للذين أصاب تفكيرهم تشويشا أو أصابتهم عدوى فقدان البصيرة، وأيضا للذين تآمروا بشكل متعمد وممنهج على وطننا واستقلاله، وكيان دولته الوطنية التي تعد أعرق دولة في التاريخ البشرى.


وقد طغى هذا الحس الوطنى المرهف والرفيع على كل أعمال جمال الغيطانى، سواء الصحفية أو الأدبية أو لقاءاته التليفزيونية.. ولذلك بموته نحن لم نفقد فقط كاتبا مميزا أو أديبا مبدعا أو مناضلا يساريا ضحى بحريته بسبب معتقداته الفكرية والأيديولوجية وانحاز للفقراء، وإنما فقدنا بعد ذلك كله مقاتلا قويا وشرسا من أجل حماية هذا الوطن والدفاع عن استقلاله وكيان دولته ودعائمها الأساسية، وعلى رأسها جيشها الوطنى الذي استهدفه المتآمرون علينا منذ سنوات وحتى الآن.

ولأننا نحتاج لمئات من المقاتلين الأقوياء مثل جمال الغيطانى في هذه الحرب الشرسة فإن خسارتنا بفقده هي خسارة كبيرة وفادحة..
رحمك الله يا جمال وألهم كل شعبك وليس أسرتك الصغيرة فقط الصبر.
الجريدة الرسمية