رئيس التحرير
عصام كامل

من فضلك يا ريس..لا ترع بطولات


أفهم أنه إذا كانت هناك حاجة للدعاية، فلا بد أن تنفق في الغرض المخصص له، بعيدا عن التبذير الذي قد يصل لحد السفه، ولكن ماذا تفعل مع بشر لا يحسون بالبلد والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن.


لا أجد مبررا واحدا للسفه في إنفاق أكثر من مائة ألف جنيه في حفل قرعة بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد، وكأنها بطولة عالم.. أنا هنا لا أطالب بعدم إقامة حفل، ولكن ضد كل مظاهر البهرجة الزائدة عن الحد لمجرد أن البطولة تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا أظن أن الرئيس يرضى بذلك؛ لأن الرجل يشعر بالموقف الذي نحن فيه، ويبذل كل جهد لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة للمواطن البسيط.. ولكن ماذا يقول هذا المواطن البسيط عندما يرى الدولة تنفق هذا المبلغ في حفل إجراء قرعة؟

أعتقد أن الرئيس مطالب بتعميم منشور على وزارة الرياضة وكل الاتحادات الرياضية، يفيد بإقامة البطولات كما هي بدون رعاية من أحد؛ لأن التاريخ لن يعود للوراء.. وتحضرني الذاكرة أن هناك كثيرين في الوسط الرياضي مازالوا موجودين، حققوا أرباحا خيالية من وراء رعاية المسئولين الكبار لأحداث رياضية لا تستحق.. هل سنعود مرة أخرى لزمن رعاية السيدة سوزان مبارك أو زوجها الرئيس الأسبق لأي بطولة ووجود أي اسم منهما كفيل بأن يجعل الشركات تتسابق لدفع "الفلوس" لدعم البطولة، ويا ليت هذه الأموال تذهب للدولة، ولكنها تذهب في جيوب المنتفعين.

سيدي الرئيس: أثق في صدق توجهك، ولكن يجب الضرب بيد من حديد لكل من يحاول أن يعيد عجلة الزمن للوراء، وأنا هنا أسرد قصة رجل نجح بأقل مجهود في تحقيق ثروات طائلة من وراء هذا البيزنس، فلا تقام بطولة إلا تحت رعاية مسئول أو شيخ عربي أو السيدة الأولى أو أو.. وأنا أطالب المهندس خالد عبد العزيز، وزير الرياضة، بأن يتيقظ لمثل هذه الألاعيب، خاصة أن الرجل صاحب خبرات كثيرة، ولا تنطلي عليه مثل هذه الحيل.

ثم لماذا تتم دعوة رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد لحضور القرعة؟.. هل نفهم من ذلك أن أزمتنا مع قطر انتهت إلى الأبد، وأنها لا تحتضن كل من هو خارج على النظام؟

إذا كان الأمر كذلك فلا ضير من ذلك، أما إذا كان الأمر بتوجيهات من الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد ؛لترضية أصدقائه الخليجيين فلا، وألف لا.

مرة أخرى، أناشد الرئيس السيسي ضرورة رفض رعاية أي بطولة مهما كانت؛ لأنه طالما تقام على أرض مصر فهي تتمتع بالرعاية والدعم من قبل الدولة.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد
الجريدة الرسمية