رئيس التحرير
عصام كامل

وما رأيك في «كرش» الأمير يا فوده؟!


للهيافة عناوينها، وللتفاهة ناسها، وللتنطع ألف وجه ووجه..تلك كانت المقدمة السريعة وإليكم التفاصيل:

من بين عشرات بل مئات وآلاف الصور يختار يسري فوده صورة لضابط شرطة ليسخر من هيئته محولا صورة من مأساة الإسكندرية تجمعه مع صورة للرئيس السيسي ليعتبرها دليلا على "ترهل" النظام!


لم يلتفت يسري فوده إلى صورة المأساة كاملة وفيها ما يقطع القلوب والأكباد والأمعاء..وفيها من غضب الأهالي المخزون الكثير..وفيها رئيس الحكومة إلى هناك..وفيها العزل الفوري لمحافظ قفز إلى الموقع بطريق الخطأ والخطيئة..وفيها الأهم: قوات الجيش العظيم تحاصر الأزمة وتتعامل معها وتحنو على ضحاياها وتعالج إهمال غيرها وتصحح أخطاء لم ترتكبها!

لكن يسري فوده ووائل عباس وغيرهما من قادة الحرب الإعلامية على الإدارة المصرية الحالية يرشدان متابعيهم إلى اللقطة التي يرانها "قنبلة" لمجرد وجود ضابط شرطة ممتلئ قليلا ومنهما إلى أنصارهم، ومن أنصارهم إلى العالم تحمل للرجل ومعه أسرته وعائلته إهانات كبيرة وضعتهم نفسيا في موقف محرج يحمل من الإهانة الكثير!

فودة..فيلسوف الموضوعية التي لا يعرف عنها شيئا..ولو كانت السخرية تمت ضد أحد أنصاره أو أحد خصوم الدولة المصرية لقلب الدنيا عن سوف يسميها القانون الضائع والحقوق الشخصية المنتهكة وحرمة الحياة الخاصة المصونة بالقوانين المدنية في بلاد العالم الذي يراه متحضرا إلى أخره..

ولكن بعد أن ظهر الضابط المفترى عليه على شاشات الفضائيات ليروي قصة إصابته السابقه ـ إصابة عمل ـ والتي أثرت عليه صحيا وتسببت في مشاكل عديدة أثرت على حركته وبقي يؤدي واجبه إلى حين يقرر القدر وتقرر الداخلية أمره ورفض التقاعد ورفض التهرب من الأزمة وصادفت عدسة إياهم وجوده في هذا المكان لتثبت ما أراد أن يثبته فوده والمدعو عباس..بل أثبتت أن المرض لا يمنع العمل ولا يؤدي إلى التهرب من المسئولية وإن الأخلاق هي معيار الحكم على الأشياء وقبل كل شئ!

فوده..والذي رفع الصورة من على صفحته بعد الرواية المؤلمة إنسانيا والتي اضطر فيها الضابط ـ مجبرا ـ أن يروي تاريخا صحيا هو من أسرار عائلته ومهنته وليس من حق غيرهم الاطلاع عليه..إلا أنه عار موقفه سيظل يلاحقه مع أشياء أخرى منها حلقة الحشد للإرهابيين في سوريا في فبراير 2013 ليكون ضالعا مع إعلام المؤامرة لكل ما جرى في بلدنا العربي الحبيب..وغيرها وغيرها.

السؤال: هل كان يجرؤ فوده-بخفة ظله التي تلطش-أن يسخر من كرش سمو الأمير وقد عمل عنده وكان صديقه؟ رغم أن "اش جاب لجاب" وبكل فخر بين كرش عالمي شهير وبين ضابط صغير عنده عذره الصحي الكبير؟

ورغم أن السؤال ليس إﻻ إثباتا ﻻزدواحية معايير فوده وتربصه بشئون بلاده وليس انجرارا لأسئلة سخيفة، ولذلك فالسؤال أيضا هو هل يجرؤ أن يسخر فوده من كرش عمر عفيفي الضابط المصري السابق الهارب والمقيم في أمريكا؟ أم أن عين فوده التي تستحق التلويح بفقئها ترى ما تحب ولا ترى ما يجب أن تراه ؟ سبحانك يا إلهي..
الجريدة الرسمية