رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات.. مباريات.. دولارات.. انفجارات!


وكأننا نشاهد فيلما سينمائيا مملا لكنه مليء بالأحداث.. انفجارات.. قتلى وجرحى.. انتخابات نجاح وسقوط.. رشاوى وتزوير.. مباريات انتصارات وهزائم.. دولارات.. عزل محافظ البنك المركزي هشام رامز بعد ما جاب عاليها واطيها، والدولار أصبح بتسعة جنيهات، وتعيين طارق عامر ابن حسن عامر رئيس نادي الزمالك الأسبق، بعد فوات الأوان وبعد خراب مالطا، وكيلو الطماطم بقى بعشرة جنيهات.. 10 جنيه!!


غدًا وبعد غد تجرى انتخابات الإعادة لمرشحي مجلس النواب الجديد.. الانتخابات تجرى على المقاعد الفردية في ٢٢٢ دائرة انتخابية، بعد أن نجحت قائمة "في حب مصر" في الجيزة والصعيد والإسكندرية ومرسى مطروح والبحيرة من الجولة الأولى دون إعادة؛ لضعف المنافسين.

أربعة مرشحين نجحوا في الفردي من الجولة الأولى، أبرزهم عبد الرحيم علي في دائرة الدقي والعجوزة؛ لأنه المرشح الوحيد المعروف للناخبين في الدائرة، بينما تجرى الإعادة في الدائرة بين أحمد ابن مرتضى منصور، وبين عمرو الشوبكي عضو البرلمان في الدورة السابقة، بينما خرج من السباق سيد جوهر رئيس لجنة الشباب والرياضة وعضو مجلس الشعب الأسبق لمدة ٤ دورات متتالية، كان زميلا للدكتورة آمال عثمان عن دائرة العجوزة.

جاء خروج سيد جوهر من الجولة الأولى صادما لأبناء ميت عقبة التي ينتمي إليها وبها جذور عائلة جوهر، لكن العائلات المنافسة خذلته، فلم يحقق الرقم الذي يتيح له فرصة الإعادة!!

أتوقع بكل الحزن والأسى أن تحدث معارك دموية في انتخابات الإعادة، خاصة في محافظات الصعيد؛ حيث القبلية والعصبيات وضرب النار..

أحسن ما في هذه الانتخابات، انتخاب عدد من السيدات كان من عاشر المستحيلات أن ينجحن لو خضت الانتخابات على المقاعد الفردية، وهذا دليل على فشل المجلس القومي للمرأة الذي لا دور له في الحياة السياسية إلا الاجتماعات والحفلات وعزومات العشاء في بيوت الهوانم.

أيضا فشل معظم الأحزاب السياسية في مساعدة مرشحيها، دليل على أنها أحزاب هشة لا وجود لها في الشارع نهائيا، ثم إن الشعب نفسه أو ٩٠٪ منه لا يعرفون ما هي القوائم، وكيفية اختيارها، والفارق بينها وبين المقاعد الفردية.. ولا يعرفون مصر مقسمة إلى كم قائمة، ولا توجد برامج بالفضائيات تشرح للمواطنين قوائم الانتخابات!!

ووسط هوجة الانتخابات، بدأت مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم في أسبوعه الأول، وفاز الزمالك على وادي دجلة ٢ / صفر، والإسماعيلي على الإنتاج الحربي ٢ / صفر، والأهلي على طلائع الجيش ١ / صفر، وهذا الأسبوع تبدأ مباريات الأسبوع الثاني ثم الثالث، وبعدها تتوقف المسابقة لمدة أسبوعين؛ بسبب ارتباط المنتخب الوطني بمباراتي منتخب تشاد في بنجامينا والقاهرة في بداية مشوار تصفيات كأس العالم روسيا ٢٠١٨.

ومع استمرار مباريات الدوري تتوه العقول وينسى الناس مشاكلهم ويتحدثون عن الأهلي والزمالك والإسماعيلي وضربات الجزاء التي لم تحتسب، وضربات الجزاء الأونطة التي تم احتسابها، وتواطؤ وانحياز الحكام.

ومع مباريات الدوري، أجريت يوم الجمعة الماضي قرعة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة اليد التي تنظمها مصر في يناير المقبل، وحضر إجراء القرعة شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وحسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والقائم بأعمال رئيس الـ«فيفا» بعد إيقاف بلاتر!!

ووسط هذه الأحداث المثيرة، صدر قرار بإقالة هشام رامز محافظ البنك المركزي، الذي فشل فشلا ذريعا في مهمته، وقيل إنه قدم استقالته، لكنه أجبر على الاستقالة بعد تخفيض قيمة الجنيه الأخيرة في مواجهة الدولار الأمريكي، وتم اختيار طارق عامر نجل حسن عامر رئيس نادي الزمالك الأسبق وابن شقيق المشير عبد الحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر أيام جمال عبد الناصر.

تولى طارق عامر رئاسة البنك المركزي، بعد أن كان رئيسا للبنك الأهلي المصري، وقبلها كان نائبا لمحافظ البنك المركزي، ولديه خبرة كبيرة في أسواق المال، ولهذا انخفض الدولار ٤٠ قرشا في أول يوم لتسلم طارق عامر منصبه.

عموما الدنيا هايصة، والكل يغني على ليلاه، ولا أحد يعرف إلى أين تسير الأمور، والسؤال التقليدي الذي يسأله الناس «هي مصر رايحة على فين»؟!

أنت تعرف؟.. أنا شخصيا لا أعرف.. وربنا ما أعرف ولا أنت كمان!!
الجريدة الرسمية