رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تجدد رجالها في مصر!


نشر موقع ويكيليكس الشهير قائمة من الشخصيات المصرية، وصفتهم بأنهم كانوا رجال أمريكا في مصر منذ عام ٢٠٠٨، وقررت واشنطن استبدالهم وتغييرهم بآخرين تعتمد عليهم؛ لأن هذه الشخصيات صارت تمثل أوراقا محروقة طبقا لتعبير الموقع..


قائمة رجال أمريكا في مصر تضم نحو ٢٢ شخصية عامة تضم نشطاء سياسيين ونشطاء حقوقيين، من بينهم ثلاثة حزبيين واثنان من أساتذة الجامعة، واثنان أيضا من الصحفيين، وناشطة وثلاثة محامين، وخمسة عشر منهم يعملون في نطاق المجتمع المدني وأسسوا منظمات ومراكز حقوقية.

وبشكل عام الأسماء ليست مفاجئة باستثناء اسم أو اسمين فقط من هذه الشخصيات، وكلهم ينتمون للتيار الليبرالي باستثناء شخصية واحدة تقترب من اليسار..

وعموما ليس المهم فيما نشره موقع ويكيليكس الشهير من الأسماء التي نسب إليها أنها كانت على علاقة بالأمريكان، ووصفتهم بأنهم كانوا رجال أمريكا في مصر على مدى سبعة أعوام شديدة الأهمية في حاضر ومستقبل البلاد.. وإنما المهم هو ما لم ينشره الموقع من أسماء لرجال أمريكا الجدد، الذين قررت واشنطن الاعتماد عليهم كبدلاء لتلك الشخصيات التي كشف الموقع أسماءهم؛ لأنها صارت أوراقا - على حد وصف الموقع - محروقة!

لقد احتجنا لثورتين؛ لكشف بعض أسماء تلك الشخصيات التي كانت تعتمد عليها واشنطن في بلادنا.. ولا يتعين الانتظار لأن تقوم في بلادنا ثورات جديدة؛ لنعرف رجال أمريكا الجدد في بلادنا.

وأنا هنا لا أتحدث عن دور أجهزة الأمن المختلفة «المخابرات العامة والأمن الوطني»، أو حتى أجهزة المخابرات الصديقة التي نتعاون معها الآن، وفي مقدمتها جهاز المخابرات الروسي وأجهزة مخابرات دول عربية شقيقة.. وإنما هنا أعني اليقظة السياسية التي يجب أن نتسلح بها في مواجهة ما يحدث في بلادنا، وما يدبر لها وما يحاك لها من مؤامرات.

إن ما نشره موقع ويكيليكس في جوهره، يعني أن أمريكا لم تتراجع عما تدبره ضدنا بعد ٣٠ يونيو، ورغم تسليمها بالواقع الجديد في مصر واضطرارها للتعامل معه بحكم (براجماتيتها).. واليقظة السياسية هي التي سوف تحمينا من هذا التآمر الأمريكي المستمر، وسوف يتيح لنا كشف رجال أمريكا الجدد الذين صارت تعتمد عليهم كبدلاء للشخصيات المحروقة!
الجريدة الرسمية