كتاب «يوميات جوانتانامو» يكشف الرقابة الشديدة لأمريكا على دور النشر
كشف الكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان، والذي كان مديرًا لبرنامج حريّة الكتابة في مركز القلم الأمريكي، لاري سيمز، عن القيود التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، لدى عمله على تحرير كتاب «يوميات جوانتانامو»، للكاتب الموريتاني محمّدو ولد صلاحي، العضو السابق في تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي استطاع أن يكتب مسودّة، هذا الكتاب، بخطّ يده، في زنزانته الإفراديّة، في سجنه المنعزل، في كامب إيكو، في جزيرة جوانتانامو.
وأضاف لاري سيمز: «أن هذا الكتاب هو حدث لم يسبق له مثيل، في عالم النشر، على الصعيد العالمي: ذلك أنه للمرة الأولى، يكتب سجين، يومياته وهو لا يزال رهن الاعتقال، في سجنه، فالكتاب وبالإضافة للناشر ليس مجرد سجل حي لاخفاق العدالة، بل هو ذكريات شخصية رهيبة، تتسم بالعمق، والسخرية السوداء، واللطف المدهش».
وأوضح لاري سيمز، لقد تم تحرير الكتاب مرتين، مرة من قبل الحكومة الأمريكية، إذ وضعت أكثر من (2500) خط أسود، كنوع من الرقابة على نص محمدو، ليحرره دور سيمز مرة الثانية.
وتابع محرر الكتاب: «إنه لولا الجهود اللافتة لسيمز في تحرير هذا الكتاب بوضعه الهوامش التوضيحية، لما كان هذا الكتاب قابلًا للقراءة الصحيحة أصلًا؛ ذلك لأن الرقابة جعلت مضمونه مشوهًا للغاية، لما طمسته بخطوطها السوداء الكثيفة والعريضة، من أسماء، ووقائع حساسة، لا تستقيم قراءة النص بدونها، بشكل صحيح ذي معنى واضح له قيمة تبليغية».
وأردف: «كتب محمدو ولد صلاحي مذكراته باللغة الإنجليزية، وهي لغته الرابعة، التي كتب بها بصورة أساسية، في السجن الأمريكي، وعلى سبيل التسلية، ليس إلا، إذ أنه يصف ذلك، في أكثر من مكان في الكتاب».
واعتقل ولد صلاحي من قبل السلطات الموريتانية بطلب من واشنطن، وسلمته إلى الأردن سجينًا، ومن هناك، تم تسليمه إلى القاعدة الجوية الأمريكية في باجرام في أفغانستان، وفي أغسطس 2005، نقل إلى سجن الولايات المتحدة في خليج جوانتانامو في كوبا حيث تعرض لتعذيب شديد، وفي عام 2010، أصدر قاض من المحكمة الفيدرالية، قرارًا يقضي بإطلاق سراحه فورًا، ولكن الحكومة الأمريكية، استأنفت ذلك الحكم، لم توجه اليه الحكومة الأمريكية، أي تهمة بارتكاب جريمة ولا يزال رهن الاعتقال في جوانتانامو.
ويقول الناشر إن «يوميات جوانتانامو»، الذي ترجم إلى أكثر من (23) لغة، هو وثيقة تاريخية فائقة الأهمية، فضلًا عن أنه نص أدبي آسر، وقد صدر الكتاب مؤخرا عن دار السَّاقي ببيروت وفي طبعة أولى 2015.