" الإخوان " في البيت الأبيض..3 مشاهد " سري للغاية ": مقابلة "أوباما" ..اعتذارات رجال الأعمال عن لقاء "مرسي"...حذف "إدانة إسرائيل" من الخطاب
فرح الجميع بخطاب الرئيس الدكتور محمد مرسي أمام الأمم المتحدة وصفقوا وهللوا وكبروا للكلمات التي نطق بها لسان الرئيس... لكن في الكواليس دوما تكمن الإفادة وتسكن الأسرار.
زيارة مرسي لنيويورك، حيث يقبع مقر الأمم المتحدة، كانت حافلة بالعديد من الأسرار التي يصل بعضها لدرجة الفضيحة المدوية!
فزيارة الرئيس كان بها ٣ مشاهد في قمة الإثارة يمكن لكل مشهد منها أن يتحول لفيلم سينمائي تنتجه هوليود ويا حبذا لو أخرجه الراحل صلاح أبو سيف أو العبقري الراحل يوسف شاهين، المشاهد الثلاثة فضيحة بكل المقاييس ليس لرئيس مصر فحسب، لكن لمصر بأكملها.
المشهد الأول
منذ أن وطأت قدما مرسي أرض الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا مدينة نيويورك، وهو يحلم ويخطط للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، واضعا في حسبانه تهدئة الأجواء وإزالة التوتر الذي شاب علاقته بالأمريكان منذ أحداث السفارة الأمريكية.
لكن مرسي فوجئ بأن المندوب الأمريكي المرافق له، والذي خصصته له وزارة الخارجية الأمريكية موظف من الصف الثالث بالخارجية الأمريكية، حتى إنه كان أقل درجة من وكيل وزارة، إضافة إلى أن استقباله هناك كان ضعيفا للغاية.
وفيما يبدو أن الرئيس لم يفهم الرسالة جيداً، فتحدث لمرافقه الأمريكي طالبا منه تحديد موعد لقاء بينه وبين أوباما، إلا أن المندوب الأمريكي صدم الرئيس مرسي برفض هذا الطلب، مؤكداً له أن أوباما لن يلتقيه لأن لديه التزامات كبيرة، وليس لديه الوقت الكافي لإجراء لقاء مع مرسي.
مرسي لم يصدق الأمر، فطلب وساطة بيل كلينتون- الرئيس الأمريكي الأسبق- وطالبه بالتدخل لأنه يضع آمالا كبيرة على هذا اللقاء، الذي سيمكنه من الحصول على دعم مالي كبير من إدارة أوباما، خاصة أنه إذا لم يحصل على هذا الدعم، فإن ذلك سيعني فشله فى تحسين الأحوال المعيشية للمصريين، وربما يؤدى ذلك إلى عودة الجماعات الإرهابية إلى مصر من جديد، وقيامها بأعمال تخريبية رداً على تقاعس الرئيس الإخوانى عن أداء مهام منصبه، والاكتفاء بالحصول على دعم مؤسسات النقد الدولية.
ورغم أن مرسى كان يضع آمالا كبيرة على دعم الإدارة الأمريكية له، إلا أن أمله خاب حينما أخبره كلينتون أنه لا دخل له بهذا الأمر وأنه يمكنه أن يتحدث عن أشياء محددة مع إدارة أوباما، وهي تلك الخاصة بالسلام العالمي والنشاط الاجتماعي، وغير مخول له بالتدخل فيما دون ذلك من أمور.
المشهد الثاني
حينما ذهب مرسي لإيران وألقى خطابه هناك، وترضى على الصحابة هلل الجميع، وكبروا على أساس أن مرسي أفحم الفرس في عقر دارهم... لكن ذلك لم يحدث في أمريكا، للأسف، فما حدث على النقيض تماما، ووفقا للمعلومات الواردة في هذا الشأن، فإن إدارة الشرق الأوسط بالإدارة الأمريكية هي التي حددت النص النهائي لكلمة رئيس مصر أمام الأمم المتحدة.
فالوفد المصري المرافق لمرسي قام بعرض مسودة لكلمته التي كان محددا أن يلقيها أمام الأمم المتحدة على إدارة شئون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، وحينما عرضت الكلمة على مديرة الإدارة؛ اعترضت على فقرة كاملة بها، وهي الخاصة بإدانة إسرائيل، ونصحت الوفد بضرورة تغيير هذه الفقرة بكاملها، وعدم التحدث عن إسرائيل أو إدانتها بهذا الشكل، وإنه من حق مرسي أن يتحدث كيفما شاء عن فلسطين ويسهب في الحديث، لكنه لا يجب أن يتضمن خطابه إدانة لإسرائيل.
المثير في الأمر أن مرسي والوفد المرافق له امتثلوا للرغبة الأمريكية، وتم حذف الفقرة التي يدين فيها مرسي إسرائيل واستبدالها بفقرة أخرى تتحدث عن ضرورة الالتزام بالاتفاقات الدولية وتفعيلها.
الأكثر إثارة في الأمر أن الفقرة التي تم إدخالها بدلا من الفقرة المحذوفة، مأخوذة من نص خطاب الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أمام الأمم المتحدة عام 1982، فبعض المسئولين بالسفارة المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية أخبروا مرسي والوفد المرافق له، أنه للخروج من المأزق عليهم أن يستعينوا بجزء من كلمة مبارك التي ألقاها أمام الأمم المتحدة، خاصة ان خطاب مبارك كان مكتوبا بحرفية عالية، وبالفعل تم استبدال الفقرة التي اعترضت عليها الخارجية الأمريكية بفقرة من خطاب مبارك عام 1982 وهي تلك الخاصة باحترام مواثيق الأمم المتحدة واتفاقاتها مع التحذير من إمكانية قيام حرب نووية إذا لم تفعل اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي ويلتزم الجميع بتطبيقها.
المشهد الثالث
وضع الرئيس مرسي آمالا كبيرة على زيارته لأمريكا فكان يرى أن هذه الزيارة ستحقق له جزءا من تعهداته الخاصة بمشروع النهضة الذي اطلقه قبل انتخابه رئيسا، فمن بين تعهداته في هذا المشروع كان إدخال استثمارات بقيمة 200 مليار دولار.
أراد مرسي في زيارته لأمريكا أن يلتقي ببعض رجال الأعمال هناك ليقنعهم بالاستثمار في مصر، واستعان في هذا الشأن ببعض رجال الأعمال الإخوان بأمريكا ومسئولين بالسفارة المصرية هناك لترتيب لقاءات له مع كبار رجال الأعمال بأمريكا إلا أن اللقاء لم يتم فقد قدم رجال الأعمال الأمريكان اعتذارات متتالية عن اللقاء.
إلا أن موقف بيل جيتس رجل الأعمال الأمريكي الشهير كان الأبرز والأكثر إثارة في هذا الشأن فجيتس رفض الدعوة رفضا قاطعا عن طريق مدير مكتبه الذي اخبر وسطاء مرسي أن جيتس قال له «أنا أوجه جزءا كبيرا من مالي لأعمال الخير وأرعى الأيتام وأساعد الفقراء وهذا هو دوري، ورجال الأعمال المصريون هم الأولى ببلدهم فعليهم أن يوجهوا استثماراتهم إليها»!
اعتذارات رجال الأعمال الأمريكان المتتالية كان وقعها كالصاعقة على مرسي الذي كان يضع آمالا كبيرة على هذه اللقاءات خاصة أن مهلة المائة يوم التي وضعها لنفسه أوشكت على الانتهاء، ولم يحقق حتى الآن ما وعد بتنفيذه خلالها وهو في ورطة كبيرة خاصة فيما يمس تعهده بضخ 200 مليار دولار كاستثمارات أجنبية في مصر.
نقلا عن " فيتو " الأسبوعي