صدمة حزب النور! «٥»
للشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تصريح عجيب يحمل فيه «رأس الدولة» مسئولية ما حدث في الانتخابات، ويقصد بها ما وصفه بالصدمة من نتائج الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية التي أصابت الملايين من أبناء الدعوة وحزب النور والمحبين لهم!
وهذا تصريح عجيب وغريب، ويؤكد بالفعل أن الصدمة الانتخابية أصابت السلفيين بالدوار، وأفقدتهم القدرة على التفكير الصائب فيما حدث لهم وحل ولحق بهم في انتخابات الجولة الأولى.. قادة السلفيين بصفة عامة، وقادة حزب النور بصفة خاصة، يرفضون أن يبحثوا عن أسباب ما أصابهم في الانتخابات من فشل في داخلهم وسلوكهم وتصرفاتهم، ويحاولون تحميل غيرهم أسباب هذا الفشل.. وهذا أمر متوقع لكل من يصيبه الفشل بالدوار وعدم الاتزان وفقدان القدرة على الاستيعاب والتفكير السليم.
ولكن إذا كان مفهوما في ظل حالة الدوار، تحميل قادة حزب النور غيرهم نتيجة فشلهم في انتخابات الجولة الأولى.. وهم يرون أنهم تعرضوا لحملة واسعة وشرسة استهدفت النيل منهم، وتحذير الناخبين من التصويت لهم وتمثيلهم في البرلمان، فإن غير المفهوم أن يحمل قادة السلفيين وحزب النور الرئيس السيسي نتيجة ما أحرزوه من فشل.. فالرئيس لم يشترك في هذه الحملة، ولا يمكن له أن يتدخل لوقفها مثلما لم يتدخل أيضا لمنع قادة حزب النور من الرد عليها.. أي أن الجميع كانوا في منافسة انتخابية استخدمت فيها أسلحة جذب الناخبين.. والرئيس التزم بما تعهد به وهو عدم التدخل في هذه المنافسة الانتخابية، وهذا يستحق الشكر عليه وليس لومه.
