رئيس التحرير
عصام كامل

"الجراد" يهزم الحكومة ويُهدد الأمن الغذائى.. "جمعة": أحذر من المجاعة.. ومستشار وزير الزراعة السابق: لولا الطبيعة لتسبب "الجراد" فى كارثة.. و"خورشيد": غياب التنسيق مع دول الجوار صنع الأزمة

أسراب جديدة من الجراد
أسراب جديدة من الجراد

تسود حالة من القلق والترقب داخل أوساط المزارعين نتيجة وصول أسراب جديدة من الجراد القادم من دول الجوار، مهاجمتها الإسماعيلية وفشل وزارة الزراعة ولجنة مكافحة الجراد فى التصدى لها، الأمر الذى بات يشكل تهديدًا للمحاصيل الزراعية، وخاصة القمح الذى يمثل أساس الغذاء فى مصر، ودفع ذلك بعض المتخصصين للتحذير من وقوع كارثة فى حالة وصول أسراب الجراد إلى زراعات القمح وهو ما يهدد بحدوث مجاعات..

فى البداية يؤكد الدكتور عبدالسلام جمعة، أستاذ المحاصيل الزراعية الملقب بـ"أبوالقمح"، أن وصول الجراد إلى مصر وحقول القمح يمثل خطرًا كبيرًا، خاصة بعد المعلومات المنتشرة عن وصول أسراب كبيرة معروفة علميا بتدمير المحصول الزراعى.
وأضاف أن الله رحيم بمصر وأن الجراد القادم لا يأتى للاستقرار وإلا كانت الكارثة، مشيرًا إلى أن أسراب الجراد تمر بمصر كـ"ترانزيت" للتوجه للسعودية، فضلًا عن أن مصر متخصصة فى حرب الجراد طوال السنوات الماضية مما أكسبها خبرة فى التصدى له.
وأوضح: "لدينا جهاز متخصص فى التصدى لهذه المهمة تابع لوزارة الزراعة يقوم بدوره على الحدود، وإن كانت الفترة الماضية شابها بعض التخاذل والإهمال، وربما كان هذا السبب فى إقالة لجنة مكافحة الجراد".
وأضاف الدكتور أحمد خورشيد، خبير صناعة الغذاء، أن الإهمال من جانب الدولة فى مواجهة الخطر المقبل من أسراب الجراد القادمة إلينا من الدول المجاورة، أدى إلى صناعة الأزمة.
وقال فى تصريحات خاصة، إننا تعوّدنا على عدم التحرّك إلا بعد وقوع الكارثة، وبالتالى لجنة مقاومة الجراد التابعة لوزارة الزراعة تقع على عاتقها مسئولية هذا الأمر.
وأضاف أن وصول الجراد إلى الحقول، خاصة القمح والشعير، وغيرهما من المحاصيل الاستراتيجية سيؤدّى إلى افتقاد مصر المصدر الرئيسى للغذاء، خاصة ونحن فى ظروف اقتصادية صعبة لا تتحمّل أى خسائر أخرى، مطالبًا وزارة الزراعة باتباع أحدث النظم المعمول بها فى الدول المتقدّمة فى مكافحة الجراد.
من جانبه قال محمد برغش، وكيل حزب مصر الخضراء - تحت التأسيس - إن دخول الجراد إلى مصر يعود لغياب التعاون مع دول الجوار.
وأضاف أن مصر كانت فى الأيام السابقة تعيش يقظة مستمرة لمراقبة الجراد الذى يأتى عن طريق موريتانيا أو إثيوبيا والسودان، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك محطات إنذار مبكر مع السودان وجنوب السودان وإثيوبيا لكان تم حصار الجراد خارج مصر.
وتعجب من تخاذل اللجنة المسئولة عن مكافحة الجراد، لافتًا إلى أن الجراد جاء إلى مصر هذا العام قبل أن يكتمل نموه الجنسى، وإلا كان تكاثر مرات، وفشلنا تمامًا فى مواجهته، ويكذب من يقول إن الجراد لا يأكل، وإذا حط الجراد بمكان يُحل به الخراب.
وحذر "برغش" من ضياع محصول القمح والشعير والفول وباقى المحاصيل الاستراتيجية، خاصة مع أزمة السولار منذ العام الماضى، مما أثر فى عمليات الرى وعدم انتظامها لكل المحاصيل وخاصة الحبوب.
وكشف عن عدم تحرك الجهات المسئولة إلا بعد وقوع الكوارث؛ لأنه كان يجب التحرك منذ أكتوبر الماضى، من خلال عمليات مسح شامل ومستمر بالتعاون مع إثيوبيا والسودان عبر الأقمار الصناعية وأجهزة "الاستشعار عن بُعد" ومحطات الإنذار المبكر فى تلك الدول.
بينما رأى الدكتور جمال أبو المكارم، مستشار وزير الزراعة سابقًا، أن التغير المفاجئ فى العوامل الجوية وموجة الحر التى مرت بها مصر ساعدت فى التخلص من أسراب الجراد، متسببة فى تفرقته، موضحًا أنه من الصعب أن يتجمع مرة أخرى.
وأضاف أنه كالعادة فشلنا فى مكافحة الجراد الذى كان متوقع أن يتسبب فى خسائر تزيد على 5% من المجموع الخضرى، لولا تدخل الطبيعة، واصفًا ما حدث بـ"المسخرة".
وأوضح أنه يجب أن تكون مكافحة الجراد من خلال رصد أماكن تجمعه وتكاثره والقضاء عليه وهو يرقات صغيرة، قبل أن تكبر وتتعلم الطيران ثم تهاجر، مشيرًا إلى أن منظمة "فاو" حذرتنا من وجود تجمعات لأسراب الجراد جنوب السودان.
وأشار إلى أن بالسودان توترًا سياسيًا وليست منطقة هجرة، كان الأولى بنا مقاومة الجراد فى السودان قبل أن يصل إلى القاهرة ويتحرك للمقطم والتجمع الخامس كى نشعر بالخطر.
ولفت إلى أننا وقعنا فى نفس الخطأ فى 2005، عندما هاجمتنا أسراب من الجراد، ولكن يبدو أننا لا نتعلم من أخطائنا ونكررها بنفس تفاصيلها.
الجريدة الرسمية