رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة أديب ورانيا على شاشة الأوربت!


منذ فترة والدعوة إلى رد الاعتبار للعهد الملكي في مصر لا تتوقف.. وهي لا تتوقف بكل الطرق الممكنة.. من الأعمال الدرامية إلى الأفلام القصيرة التي لا نعرف مصدرها ولا من أخرجها ولا من مولها.. ومن الصفحات على فيس بوك إلى المتابعة المبالغ فيها لأخبار الملك الأخير.. وقبل الدخول في التفاصيل نسأل السؤال المهم.. السؤال المنطقي.. مَن المستفيد من ذلك؟.. هل هو الملك أحمد فؤاد؟.. هو بنفسه قال إنه لا يفكر في العودة لا للسياسة ولا للعرش ولا حتى لمصر كلها.. هل المستفيد أحد غيره من الأسرة المالكة؟.. لا يوجد أحد منهم له الحق لا في العرش ولا في غيره..


يبقى سؤال: هل يمكن حدوث ذلك عمليا؟.. الإجابة: بالقطع هو استحالة العودة إلى الوراء بأي حال.. وإن قبلت قطاعات مشوشة ومحدودة الثقافة في مصر بذلك لإحباطها مما جرى في الأربعين عاما الماضية، فتولد عندها الحنين إلى الماضي فلن تقبل به باقي القطاعات، والأهم هو جيش مصر العظيم نفسه وحامي مستقبلها ومستقبل أبنائها، ولا يقبل وقد صار "جيش الشعب" منذ يوليو 52 أن يعود إلى "جيش جلالة الملك" كما كان..

السؤال قبل الأخير: هل المطلوب هو الهجوم على شخص جمال عبد الناصر؟.. الإجابة: لا.. ليس ذلك هو الهدف.. ففي آخر خطاب للرئيس السادات في عام 1981، وقبل رحيله بأيام جدد بكل قوة انتماءه لثورة يوليو، وأنه أحد أبنائها، وأعاد التأكيد أن شرعية يوليو مستمرة، واستمر السادات في مدح يوليو وما قدمته للمصريين وكأنه كان يشعر بأنه يقول كلمته الأخيرة، وراح يصحح ما قاله قبلها من شرعية جديدة في مصر وهي شرعية أكتوبر.. وبغض النظر عن السياسات التي جاءت بعد السادات إلا أن نظام مبارك نفسه أكد وحتى انتهائه، انتماءه لثورة يوليو ولشرعيتها!

ماذا يريدون إذن المروجون للنظام الملكي؟.. الإجابة المؤكدة تنقسم إلى نقطتين.. الأولى زيادة الارتباك في مصر والتمدد في تمزيق المصريين الذين يسيرون في فخ مخطط كبير يريد صاحبه لهم ألا يتفقوا على شيء في بلادهم أبدا.. والثاني وهو الأخطر: أن كل ما فعله جيش مصر منذ 52 باطل وأدى إلى خراب البلاد، وأن على المصريين تحميل جيشهم مسئولية ما جرى، وأن على الجيش أن يبتعد عن المشهد كله إلى آخر المطالب والاتهامات!!

بالطبع يقولون خراب البلاد وتقديم صورة مزيفة عن العهد الملكي في بعض شوارع القاهرة والإسكندرية وفي أحياء محددة في شوارع وسط البلد في كلا المدينتين.. وليس هناك مشكلة في لقطات لجميلات ولبعض الملامح الأرستقراطية دون أن ينقل أحد حال باقي ملايين المصريين وكيف كان حالهم؟.. ماذا يأكلون وأين يعالجون؟، وهل كان يمكنهم الجلوس في محال الأمريكيين وجروبي وغيرها أصلا؟، وهل كان لهم مكان في بيوت الأثرياء إلا في وظائف السفرجية والسائقين والبوابين؟، بل هل كان يمكنهم استخدام المصاعد أم كان لهم سلالم خلفية تمنع "قرفهم" عن الكبار؟، وهل كان لهم مكان في ثروة بلادهم من أي نوع؟، بل هل كان لهم مكان في وظائف وطنهم العليا؟، أم كان لهم الفقر والجوع والمرض والسحب للعمل بالسخرة في الوظائف الخطرة الوضيعة، حتى أن المشروع القومي كان محاربة الحفاء؟، نعم الحفاء!!

السينما المصرية التي لا تكذب نقلت حال حياة الأغلبية الكاسحة من المصريين في أفلام العزيمة وأبو حلموس ولعبة الست وسي عمر وغيرها.. وقد كانت وهي هكذا لقطات حقيقية من قلب القاهرة.. فما بالكم بحال المصريين في المحافظات الأخرى؟.. ثم ما بالكم بحالهم في ريف المدن الأخرى؟

الآن.. ما قصة المعونة المصرية التي قدمتها مصر لبلجيكا التي كانت دولة استعمارية لها مستعمراتها؟.. وما قصة الـ100 ألف جندي مصري استشهدوا في حروب الدول الكبرى ولا يتذكرهم أحد؟.. أم هم ليسوا مصريين؟.. أم أن ضحايا العهد الملكي لا يحق لنا أن نبكي عليهم؟.. وكم يساوي 100 ألف شهيد مصري من عدد السكان وقتها بحسابات اليوم؟

والسؤال أيضا: هل كان الملك نفسه يملك من أمر نفسه شيئا؟.. وكيف كانت تعامل بريطانيا ملك مصر أصلا؟.. انتظرونا للغد.. فالأمر فاق الحد وانتقل من العبث على فيس بوك إلى الإعلاميين والنخب على شاشات الفضائيات!!!

انتظرونا وتفاصيل الحلقة الفضيحة..
الجريدة الرسمية