رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «على عينك يا تاجر».. طالبات الجامعة يروين معاناتهن داخل «الميكروباص الحريمي».. 20 فتاة في سيارة واحدة.. «أكل العيش» مبرر السائقين.. وموقف «كلية الزراعة»

فيتو

طالبنا مرارًا بالمساواة بين الرجل والمرأة وأن يحصل كل منهما على حقه بعد ثورتين عظيمتين لكن لم نكن نتصور أن فصل الجنسين سيؤدي إلى وباء اسمه «التحرش»، بل يزداد الأمر سوءًا باستغلال الجنس الناعم لأزمته في التحرش بالمواقف العامة ودون حراك من المسئولين ودون إحساس بالذنب من سائقي هذه المواقف.


«ميكروباصات» للنساء فقط
الأزمة تكمن في أن عدة «مواقف» تتعمد استغلال الفتيات أثناء رحلتهن اليومية بالمواصلات فعمدت إلى تخصيص «ميكروباصات» للفتيات فقط ليسهل عليهم شحنهن كما لو كنّ «حيوانات» ليكون المكروباص الذي يستقله 14 راكبًا يتحول بقدرة قادر إلى حمولة 20 راكبا علاوة على التحرش الذي تلقاه الفتيات من السائقين والتباعين.

موقف ميكروباص كلية الزراعة هو أحد المواقف التي تشهد هذه الظاهرة التي تبدأ بموعد تجمع الموظفين والطلبة سواء في بداية اليوم أو ختامه ويستغل السائقون هذه الفرصة لرفع الأجرة ويستغل البعض هذا الموقف للانفراد بالعديد من الفتيات لـ«تحميل الميكروباص» بالفتيات فقط واستغلالهن ماديًا وجنسيًا بعدم قدرتهن على الوقوف لانتظار الميكروباص فيشترطون عليهن قبل الركوب بالجلوس اثنتين على كرسى واحد لتحميل أكبر عدد ممكن ومن ثم دفع أجرة مضاعفة لسعر الأجرة الحقيقية فتقبل البنات لعدم قدرتهن على الجرى للركوب مثل الشباب ثم تبدأ التحرشات بهن.

«توصيلة خصوصي»
ينتظر سائقو الميكروباص بجوار محطات المترو لانتظار الفتيات وتوصيلهن إلى الجامعات بحجة الحفاظ عليهن من الركاب الرجال، الأمر يحدث بمحطة مترو منشية الصدر حيث ينتظر سائقو الميكروباص خروج البنات من المترو لتوصيلهن إلى جامعة عين شمس ونفس المشهد يتكرر خارج محطة مترو جامعة القاهرة لتوصيلهن إلى جامعة القاهرة.

ارحمونا من الاستغلال والتحرش
إسراء محمود، إحدى الفتيات المتضررات روت أزمتها اليومية مع السائقين قائلة: «أنا من من شبين القناطر وبدرس في جامعة حلوان عند رجوعي من الكلية أنتظر في الموقف ساعتين حتى أستطيع ركوب الميكروباص واقترحت على مجموعة من صديقاتي الركوب معهن في سيارات للبنات فقط لكن الوضع أسوأ بكتير».

وتابعت إسراء في وصف مشهد الميكروباص من الداخل وكونه أشبه بعلبة السردين الفتيات فوق بعضهن البعض قائلة: «كنا قاعدين فوق بعض والجو حر وخنقة والسواق عمال يحشر بنات في العربية وفى الطريق يعمل نفسه كأنه بيظبط المراية علشان يبص للبنات ويتطور الأمر ويتحرش بالبنات بجواره ويضع يده على قدميها وفى منتصف الطريق يقف ليركب صديقه ليستكمل مسلسل التحرش».

أما أميرة مصطفى وهي طالبة جامعية تعرضت للسرقة أثناء استقلال تلك السيارات، وأكدت أنها تفتقد الأمان في الذهاب إلى بيتها لأنها لاتستطيع الركوب لعدم وجود ميكروباص وخاصة خط شبين القناطر يحدث به الكثير من التجاوزات وعدم وجود ميكروباصات تكفى الركاب فتضطر إلى ركوب سيارات للبنات فقط برغم ما يحدث بها من تحرش واغتصاب وخطف.

وأضافت: «يوم السبت الماضى ركبت عربية بنات فقط في منتصف الطريق قرية رمادا السواق وقف العربية وظهر اثنين مسلحين وطلبوا منا النزول من العربية وأخدوا كل شئ منا التليفونات والفلوس وتركونا في الطريق واكتشفنا أنه صديق السواق ومتفق معه».

«أكل عيشنا»
أحمد محسن أحد سائقي موقف كلية الزراعة قال لـ«ـفيتو»: «أنا سواق ميكروباص من 5 سنوات وبصرف على أسرتى مراتى وأولادى المتمثلين في أربع بنات وولد ودخلى 500 جنيه في الشهر مش عارف أصرف عليهم أكل وشرب وتعليم هعمل إيه شفت سائقين معروفين في الموقف بيقفوا بعيد عن الموقف بيركبوا بنات بس علشان يغلوا الأجرة عليهم وهم عارفين إنهم هيدفعوا والسواقين مايرضوش يركبوا رجالة علشان الواحد منهم موظف غلبان تعبان في الفلوس تيجى تغلى عليه الأجرة ميرضاش يدفع غير الأجرة المعروفة للسواق إنما البنات يغلوا عليهم الأجرة ويركبوهم ذى الفراخ في العربية كل بنتين على كرسى واحد، أهم حاجة عند البنات انهم يركبوا ويروحوا بدرى».

وتابع: « فكرت كتير إنى أعمل زى السائقين بيركبوا بنات بس وعملت زيهم أركب البنات بس في الأول كنت زعلان من نفسى إن أي راجل يسألنى هتحمل أقوله لأ وأفضل واقف مستنى للساعة 2 أركب بنات بس وأغلى الأجرة عليهم كل شهر بعمل 3000 جنيه بدل 500 جنيه».

عبد المنعم سعيد أحد السائقين بالموقف قال: «أنا شاب عمرى 25 سنة اتخرجت من كلية تجارة فضلت عاطل من غير شغل سنتين وبعدين اشتغلت سواق على ميكروباص وبركب بنات بس علشان أكسب كتير لاهو عيب ولا حرام وعدد كراسى العربية 13 كرسى بيجمع 30 جنيه الأجرة هدفع كام بنزين وهيفيض كام علشان كدة بركب 4 ركاب زيادة عن عدد كراسى العربية».

«رضوان سيد» أحد السائقين بموقف عين شمس، قال: «أنا مش مهم عندى السواقين يركبوا بنات فقط والأهم إنهم يرجعوا لأولادهم بفلوس يصرفوا عليهم أنا بركب بنات بس وبغلى الأجرة واتفق السائقون كلهم على رفع الأجرة في شهر 7 الماضى بعد رفع الدعم على البنزين، كل ما البنزين يغلى الأجرة كمان هتزيد».

الأزمة زادت عن حدها
المهندس مصطفى أبو حجر رئيس حي قسم أول شبرا الخيمة أكد أنه يعلم بأزمة موقف كلية الزراعة واستغلال السائقين للفتيات، مؤكدا أن الأزمة زادت عن حدها.

وأضاف أنه اتخذ إجراءات حاسمة لحل هذه المشكلة بالاتفاق مع الشرطة لتسهيل وجود أحد أفراد الشرطة داخل الموقف لمراقبة السائقين ومنع مشكلة سيارات البنات فقط وتسهيل ركوب البنات للمحافظة عليهم من أعمال النصب والتحرش ولتسهيل حركة المرور، ولكن لم يتم تنفيذ هذه الإجراءات حتى الآن.
الجريدة الرسمية