رئيس التحرير
عصام كامل

ما يدور بذهن الرئيس


لا يخفى على أحد أن نجاح الانتخابات البرلمانية يعني إضافة قوية لشرعية الرئيس، هذا هو الواقع والذي جعل الرئيس يطل علينا من أجل حث جميع أبناء الشعب بالداخل والخارج، لكن لماذا هذا الخطاب؟ هل الرئيس خائف؟هل يثق حقًا الرئيس في شعبه؟ ماذا يحدث إذا لم يتوافد المواطنون للانتخابات؟ تلك أسئلة تدور في عقل المواطن ولا يجد إجابة لكن لا بأس بذلك.


لماذا هذا الخطاب ؟ عادة الرؤساء في جميع الدول حثوا أبناء الوطن على النزول خاصة أن هناك دائمًا معارضة تحارب أي نظام قائم تريد أن يفشل كي تثبت أنه ليس الأصلح ولابد من حله، لذلك حرص الرئيس على تقديم خطاب كي يعرف الجميع أن الانتخابات هي شرعية وأيضًا صوتكم متمثل في المرشحين، هل الرئيس خائف؟ بالطبع لابد أن يقلق الرئيس لأن القوة الحقيقية ليس في عدد المؤيدين بل القوة في شرعيتك أمام العالم وأنت تتحدث عن أن شعبك هو من طلبك فلابد من أن يكون هناك برلمان ونظام قائم يمكن الرئيس من الحديث بثقة كبيرة وليس هناك أي شيء يخشاه.

هل يثق الرئيس في شعبه؟ لا شك أن الرئيس يثق في المصريين خاصة أنهم قد انتخبوه.. لكن نحن لسنا في دولة خلافة، حيث الولاء التام يظل طول العمر.. فربما التأثيرات الخارجية أو الدعاية المضادة لعدم النزول أو حديث البعض عن أنه لا فائدة من النزول، فالبرلمان لن يكون ذا فائدة كبيرة لنا يمكن أن يؤثر فى الناخبين، وهذا ما يقلق الرئيس أن تتجمع الطاقات السلبية فتجعل الحالة العامة ضبابية.. لذا قرر الرئيس أن يخطب ليس لأنه لا يثق بل يريد أن يعزز تلك الثقة.

ماذا يحدث لو لم يتوافد المواطنون للانتخابات؟ تلك هي الكارثة لأن هناك أرقامًا سوف تعلن والرئيس يتوقع نسبة كبيرة من التصويت حتى يقول للعالم انظروا ها أنا قد أتيت بإرادة شعب ولدينا برلمان قد اختاره أغلب أفراد الشعب فنسبة التصويت والتوافد ومعالم الإقبال لابد أن تكون بالصورة الأمثل لأن العالم قرية صغيرة والكل يراقب وهناك من ينتظر أي شيء، لذلك قرار المشاركة يعني انتصارا للرئيس وللنظام.

هذا هو الواقع الآن وعلينا التعامل معه فلا يجب أن نبتعد عن الإجابات بل الرد على كل السؤال..

ما يدور في ذهن الرئيس وتلك هي المرة الأولى له في مشاهدة الانتخابات البرلمانية وبالتأكيد كانت هناك حالة من القلق، فهو ينتظر النجاح بشدة، ويؤمن بأن هناك من سمع خطابه، وقرر النزول إيمانًا به، ولن يغمض للرئيس جفن حتى يشاهد ما يتمناه.
Lovers.fares@yahoo.com
الجريدة الرسمية