طبق الأصل.. الزعيم السلفي الخفيف ومِسْعِدة العاشقة!
الوحيد "الخفيف" بين زعماء حزب النور السلفي هو مولانا الشيخ ياسر برهامي.. معظمهم يتحدثون بحرص شديد تجنبًا للدخول في مناطق الرمال المتحركة.. ونادرًا ما تضبط أحدهم متلبسًا بفتوى أو تصريح من النوع الذي يلبسه في الحائط.
أما مولانا برهامي.. سريع الخطأ.. ثم يحاول التراجع ويبدو متماسكًا، لكنه سرعان ما يكشف عن مكنون صدره ليؤكد أن "اللي في القلب في القلب "فيفتضح أمره ويقدم الفرصة للمتربصين به وبالحزب على طبق من ذهب.. لذلك كلما تابعت مواقفه استدعى حكاية مسعدة.. وإليك الحكاية.
اسمها مِسْعِدة.. نبتت في أسرة ريفية بقرية صغيرة على أطراف الدلتا.. القرية لم تتمدد مساحتها كحال أغلب قرانا.. ظلت كما لو كانت كتلة واحدة منذ عقود.. البيوت متباعدة.. هكذا اتفقوا حفاظًا على حرمة الجوار.. بلغت مسعدة من العمر 22 عامًا.. قطعوا تعليمها عند نهاية المرحلة الابتدائية.. هكذا يتعاملون مع البنات.. أما الأولاد فيحرصون على العناية بتعليمهم حتى المرحلة الجامعية ثم ينطلق إلى حال سبيله.
لا مكان للحب والغرام في القرية.. بل يعتبرونه "عيب الشوم" بحسب تعبيرهم.. كسرت مسعدة القاعدة حين اهتزَّ قلبها لــ "أبوالسيد".. فلاح شاب يافع هادئ وسيم الطلعة.. كانت تلتقيه خلسة في طريقها إلى الحقل، ثم تطورت الحكاية، ومن فرط الشوق للحبيب كانت مسعدة تختلق الحجج وتتسلل إلى بيته البعيد عند أطراف القرية.. علم أبوها وأمها بالخبر وكان الزلزال الذي كاد يهدم البيت.. حاولا منعها بالهدوء وفشلا، حاولا بالعنف والحبس دون جدوى.. كانت تتظاهر بالانصياع ثم تعاود الكَرَّة وتتسلل إلى بيت أبوالسيد.. حمل أبواها السرَّ إلى إمام مسجد القرية، فنصحهما باصطحابها لأداء العمرة لعل الله يهديها وتنسى أبوالسيد.. اعتمرت وعادت وظلت لفترة لا تذهب إلى أبو السيد، لكن سرعان ما انتصر نداء القلب وعاودت التردد.
أخوها الأكبر كان يعمل ويعيش في باريس.. فأشار على أبويه أن يرسلاها إليه تعيش معه بعيدًا عن القرية وأبو السيد إلى الأبد.. أرسلاها وظلت في باريس ثلاث سنوات.. اشتاقت إليها أمها فاقترحت على أخيها أن يختبرها ليرى هل مازالت تفكر في الواد أبو السيد؟ اختبرها الأخ وكانت المفاجأة المذهلة والمبهجة لهم أنها لم تذكر أبوالسيد ونسيته تمامًا.. فطلب الأب من أخيها أن يعيدها إلى أحضانهم في القرية بعد هذه النتيجة الرائعة والمُطَمْئِنَة.. عادت مسعدة إلى القرية.. سهروا معها ليلة وصولها، واعترتهم السعادة البالغة لأنها لم تلمِّح ولو بنظرة خاطفة ناحية بيت أبو السيد، حينئذ تأكدوا أنها نسيته تماما..
وفي اليوم التالى تجمعوا حولها لتحكي لهم عن حياتها وذكرياتها في باريس.. أخذت تحكي عن معالم باريس، والمقاهي الشهيرة والشانزليزيه والمَعْلَم الأشهر برج إيفل.. قالت كنت أذهب يوميًا إلى ميدان برج إيفل.. سألها أبوها: على كده أخوكي كان ساكن قريب من البرج؟ قالت مش بعيد أوي.. سألتها أمها: كان بعيد قد إيه؟ قالت مسعدة: زي من هنا لبيت أبوالسيد!!!