رئيس التحرير
عصام كامل

وهو حسن مالك كان خارج السجن ؟!


أن يتم القبض على حسن مالك، وزير مالية واقتصاد الإخوان، في فرح ابنه يعني أن الرجل كان آمنًا مطمئنًا طوال الفترة الماضية ولم يكن حضوره للمناسبة إلا عملا عائليا روتينيا منطقيا طبيعيا خالصا وليس عملا فدائيا يلقي بالرجل إلى غياهب السجن.. والسؤال: كيف بقي حسن مالك حتى الآن خارج السجن ؟ ولماذا لم يقبض عليه طبقا لقانون الإرهاب وطبقا لقانون اعتبار جماعة الإخوان «إرهابية» وطبقًا لدوره الأصلي والثابت والقديم في الجماعة؟!


المأساة أن نتعامل في معركة بمعايير لا علاقة لها فعليًا بمعايير المعارك وأن نخوض حربًا وبعضنا يخوضها فعليًا وبشروط الحروب ويدفع الثمن بشرف وكبرياء وبتضحيات غالية وآخرون في مواقع عديدة ليسوا كذلك لا في الدرجة ولا في النوع ولا في الصدق!

السؤال أيضًا المرتبط بمشهد مالك: كم شركة صرافة موجودة وقائمة تتآمر على الاقتصاد الوطني؟ وكم شركة سماد إخوانية موجودة وقائمة وتتآمر على الاقتصاد الوطني ؟ وكم شركة مستلزمات زراعية موجودة وقائمة تتآمر على الاقتصاد الوطني ؟ وكم تاجر خضراوات وفاكهة جملة إخواني يعملون بحرية ويتآمرون على أسعار السوق ؟ وكم وسيط إلى تاجر التجزئة إخواني يتآمرون في المخطط نفسه ؟

وهكذا.. أسئلة طويلة تنتهي كلها إلى نتيجة واحدة: الارتباك الذي يصيب حياة المصريين ويحول نجاحاتهم إلى فشل وأفراحهم إلى معاناة بسبب التأثير المباشر فى لقمة العيش الأساسية للأغلبية الكاسحة من المصريين لا يتم صدفة ولا استنادا لقوانين السوق والعرض والطلب كما يقولون وإنما يتم بفعل فاعل ويقف خلفه من يخطط ويدبر وينظم ويدير وأن مواجهة ذلك لا يمكن أن يكون على كاهل الفقراء والكادحين المضطرين في أغلب الأحوال إلى الخضوع للسوق وقوانينها وإنما يقع على كاهل أجهزة تتحمل المسئولية أو من المفترض أن تتحمل المسئولية وأن تؤدي عملها ودورها على الوجه الأكمل كما يؤدي غيرها دوره في معارك حقيقية وعلى الوجه الأكمل..

آن الأوان أن يتحمل الجميع مسئولياته فالحمل ثقيل والمؤامرة كبيرة والمعركة طويلة.. ولكن يبقى السؤال فعليا: هو حسن مالك كان خارج السجن ؟ وفي أجواء معركة حقيقية كان وزير مالية واقتصاد الإخوان خارج السجن... ومن دون إعادة تكرار أسطر المقال لكن بالفعل نحتاج إلى قراءة الاستفهامات السابقة والإجابة عنها فورًا.
الجريدة الرسمية