رئيس التحرير
عصام كامل

مصادر: موسكو قررت ضرب أي دولة تزود مسلحي سوريا بصواريخ «أرض - جو»

لرئيس السوري بشار
لرئيس السوري بشار الأسد

قالت مصادر لصيقة بالرئيس السوري بشار الأسد، أنه عقد خلال زيارته لموسكو ثلاث جلسات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واحدة علنية وأخرى على مائدة الطعام وثالثة خاصة كانت هي جوهر الزيارة، ونوقشت فيها القرارات على مستوى المنطقة، واحتياجات سورية العسكرية والعملية السياسية في سورية، بعد القضاء على الإرهاب والرسائل التي بعثت بها روسيا إلى دول المنطقة المعنية بالتدخل ودعم المسلحين في بلاد الشام.


وأبلغت هذه المصادر القيادية إلى صحيفة «الراي» الكويتية، أن «الرئيس بوتين هو الضامن أن مكافحة الإرهاب في سورية هي الأولوية وأن العملية السياسية ضرورية بعد الانتهاء من مكافحة الإرهاب والقضاء على أكثر من عشرين إلى ثلاثين ألف أجنبي يقاتلون في صفوف داعش وجبهة النصرة، وأن الأسد أعرب للرئيس بوتين عن استعداده للخوض في العملية السياسية، ولإعطاء ضمانات وصلاحيات للمعارضة السورية التي لا تعمل من خلال إيديولوجيا سلفية - جهادية، حتى ولو شاركت وتشارك في الحرب الدائرة في سورية، والمشاركة في الحكم والصلاحيات».

وبحسب المصادر نفسها فإن «من غير الوارد عند روسيا أو سوريا مسألة تنحي الرئيس الأسد، بل أن الرئيس السوري مستعد لانتخابات مبكرة تضمن أماكن للجميع بحسب دستور معدّل يحفظ حقوق المعارضة، وعليه تكون كل المنظمات المسلحة السورية التي فكّت ارتباطاتها بالقاعدة وبداعش تحت سقف الدولة السورية، بضمانة روسيا التي ستطرح على الدول المشارِكة في الحرب السورية عبر حلفائها على الأرض العرض السياسي من موقعٍ يعلم منه الجميع، أن روسيا ستدعم إنهاء سيطرة المسلحين على أرياف اللاذقية وحلب وحماة وإدلب».

وتشرح المصادر أن «الأسد أكد أن المحاور القتالية لا تحتاج إلى العنصر البري الروسي على أرض المعركة لأن عديد الجيش السوري الحالي يتنامى بسبب الثقة التي عادت إلى صفوفه بعد التدخل الروسي، ناهيك عن قوة الحلفاء الإقليميين الداعمين للجيش السوري والذين يقاتلون جنبًا إلى جنب للقضاء على المتطرفين، إلا أن الأسد طلب زيادة الدعم الجوي وإمداد الجيش السوري بالدبابات التي يحتاج إليها، فأعطى الرئيس بوتين أوامره لوزير دفاعه سيرغي شويغو فورًا بالعمل على زيادة الضربات الجوية والدعم الجوي وإمداد الجيش السوري بكل ما يحتاجه من دبابات T-72 وعربات قتالية جديدة وأجهزة إلكترونية متطورة ترصد كافة المقذوفات المحلّقة في الجو وتعطي الإحداثيات للجيش للرد الفوري عليها، وإعادة بناء جيش سوري قوي، على نحو يتيح استثمار الجهد الروسي ليتسنى لهذا الجيش إمساك الأرض بشكل فعال، بعد استعادة المدن الرئيسية والقرى الإستراتيجية من أيدي المتطرفين، وقد وافق الجانب الروسي على تطوير العمليات القتالية والأهداف المطلوب إنجازها ضمن مدة أولية حُددت بين الطرفين».

وأكدت المصادر القيادية لـ «الراي»، أن «الرئيس بوتين شرح تفصيليًا الوضع في سورية وهو ملمّ بكل تفاصيله، وأوضح أن روسيا استخدمت صواريخ كروز العابرة للقارات لتؤكد لجميع اللاعبين على أرض سورية انها ستستهدف كل مَن يزوّد المتطرفين بصواريخ تطال الطائرات الروسية وان كل دولة تدعم المسلحين بشكل يعرّض القوات الروسية للخطر ستكون هدفًا مشروعًا لنا، كما حرص الرئيس الروسي على القول أن الحرب هي إحدى الأدوات التي تخدم المسار السياسي، وأن الصراع القائم بين إيران والسعودية وبين الولايات المتحدة وروسيا قائم على تَنافُس المصالح والنفوذ في المنطقة، وأن روسيا قد عدّلت استراتيجيتها وأن سياستها الخارجية الناشطة تدور في فلك تعزيز الأمن القومي الخارجي ليصبح دور موسكو موازيًا لما كان عليه دور واشنطن في أوج قوتها وليس اليوم إذ أصبحت الولايات المتحدة في تراجع ملحوظ».

وأضافت المصادر القيادية نفسها أن «رسالة الرئيس بوتين غير المعلنة أنه لم يرد فقط تعويم الأسد باستقباله بحفاوة وترحاب بل أراد إعطاء شرعية دولية لنفسه ولروسيا لتواجد قواتها على الأراضي السورية وتعزيزها ضمن القوانين الدولية».
الجريدة الرسمية