رئيس التحرير
عصام كامل

«الجارديان» تكشف الأسباب الحقيقية للفوضى الليبية.. الغرب لم يستفد من دروس العراق.. «القذافي» أعاد بناء البلاد وضمن استقرارها 4 عقود.. «الناتو» أعادها للرجعية القبلية وفقد

فيتو

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الغرب دمروا ليبيا وأعادوها لكراهية الماضي الذي قضى عليه الرئيس الراحل معمر القذافي.

الدروس المستفادة

وأشارت الصحيفة إلي أن الغرب لم يتعلم من حرب العراق ولم ينتبه حلف الشمال الأطلسي للعواقب الوخيمة التي أحلت بليبيا نتيجة التدخل العسكري الفاشل في البلاد.

إسقاط القذافي
وأوضحت الصحيفة أن الاستراتيجيين العسكريين الغربيين حددوا هدفهم بإسقاط القذافي ولكنهم غفلوا عن طبيعة ليبيا البربرية، ولا يمكن شن هجوم دون معرفة البلد وعقلية سكانها لذلك وقعت ليبيا في مأساة لعدم دراسة خصوصيات الثقافة الليبية البربرية، فالشعب الليبي ليس أمة متجانسة تتقاسم مثاليات مشتركة وإنما هي مجموعة من القبائل الشرسة المستقلة الجامحة وتفتخر بذلك.

القذافي أعاد بناء ليبيا
ولفتت الصحيفة إلي أن القذافي لعب دورا حاسما في إعادة بناء الأمة الليبية الحديثة عن طريق الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية الليبية وحقق لها السيادة، ونجح القذافي في جمع الجماعات العرقية في الشمال والجنوب والذين كانوا دائما يحتقرون بعضهم البعض.

الضامن للاستقرار
وأضافت الصحيفة أن القذافي علي مدي 4 عقود تصرف كضامن لاستقرار ليبيا ومشرف دقيق علي زعماء القبائل وعمل علي التوفيق بين الأطراف المتحاربة، فالقذافي كان خطيبًا منقطع النظير وخبيرًا لا مثيل له في علم النفس القبلي ومناورًا غير عادي وكان يمطر حلفاءه بهدايا فخمة ولكن المشككين له سحقهم بلا رحمة، وجعل الأمة الليبية بقدم ثابتة ومستقرة.

الناتو دمر ليبيا
وأشارت الصحيفة إلى أن تدخل حلف الشمال الأطلسي وإعدام القذافي الذي كان الضامن الشخصي للوحدة الوطنية من قبل مواطنيه، ترك الشعب الليبي في حالة مزرية من الاضطراب مع عدم وجود خارطة طريق يسترشدوا بها.

عقلية القطيع
ومن خلال عقلية القطيع والرجعية للشعب الليبي بقت ليبيا دون قيادة وعادت للنقطة المألوفة للمرجعية والنظام القبلي ولكراهية الماضي والمنافسات العنيفة الجامحة المتعطشة للانتقام، ويجري الآن تصفيات حسابات وعمليات اغتصاب جماعي وكل مجموعة عرقية سحبت أراضيها وتطالب بحكم ذاتي، وتتنافس الميليشيات والجماعات الدينية وكل مجموعة ضد بعضها البعض، ومن المحتمل أن ينتشر الوضع من ليبيا إلي جميع أنحاء شمال أفريقيا وتتحول الدول الجوار إلي برميل بارود يهدد استقرار البحر الأبيض المتوسط بالكامل وتصديره لبقية دول العالم، ولكن حل الأزمة الليبية سيحقق الاستقرار لها ولجمع الدول العربية الغارقة في الفوضي.
الجريدة الرسمية