رئيس التحرير
عصام كامل

صدمة حزب النور! «٤»


قد يرى البعض ممن ينتمون للقوى المدنية، أن انسحاب حزب النور من الانتخابات البرلمانية هو خير وبركة يا جامع؛ لأنه يغني القوى المدنية عن القتال.. ولكنه في ذات الوقت - وهذا ما يجب التنبه له - سيكون تسليما من الحزب أمام القاعدة السلفية التي سعى لتمثيلها، في نزوعها نحو رفض ثورة ٣٠ يونيو، واقترابا من الحزب أكثر إلى مواقع الإخوان وحلفائهم، وتخليا عن مواقفه السابقة التي يميز فيها نفسه عن الإخوان.

وهكذا انسحاب حزب النور من الانتخابات قد يريح القوى المدنية، وقد يعينها من خوض معركة مع ممثلي الحزب في الانتخابات، ولكنه يجب ألا يطمئنها، بل على العكس يتعين على القوى المدنية أن تتنبه إلى أن هذا الحزب قد يتخذ من الخطوات ما يقترب فيها علنًا من الإخوان وتحالفهم.

نعم هناك اختلافات بين قوى التيار السياسي الإسلامي.. فهذه القوى لا تتطابق في الرؤى والمواقف، بل قاد نفوذها هذه الخلافات إلى صدامات أحيانا، كما شهدنا خلال حكم الإخوان حينما غضب قادة حزب النور؛ لأنهم لم يحصلوا على ما يعتبروه نصيبهم من كعكة السلطة، بعد كل ما قدموه من دعم للإخوان سواء للوصول إلى الحكم أو في صباغة الدستور الذي كانوا يريدونه.. لكن هناك دوما ما يجمع بين هذه القوى والفصائل، وهو رفض الدولة المدنية ورفض عدم خلط الدين بالسياسة.
الجريدة الرسمية