صدمة حزب النور! «١»
رغم أنه لم يتم بعد الإعلان الرسمي عن النتائج الرسمية لانتخابات المرحلة الأولى للبرلمان، إلا أننا نستطيع أن نستبينها ونقول بدون تردد: إن حزب النور السلفي تلقى في هذه المرحلة صدمة ليست بالهينة؛ حيث خرج تقريبا شبه خالي الوفاض من هذه الجولة، فقد خسر انتخابات القوائم، ولا يشارك مرشحوه في انتخابات الإعادة بالفردي سوى بضعة مرشحين قليلين فقط.. ولعل ذلك هو الذي دفع قادته للحديث - ولا تقول التهديد - عن الانسحاب من الانتخابات.
وقبل أن نتقدم لتفسير أسباب حدوث هذه الصدمة لحزب النور، يتعين أن نشير أولا إلى أن هذه الصدمة كشفت ظاهرة ملفتة للانتباه، وهي ظاهرة الادعاء بالخبرة أو بالمعرفة، الذي فضحته هذه النتائج.. لقد أصبنا بعض من يدعون الخبرة والإلمام بالمعرفة، بتحليلات كلها تتحدث عن احتمال ليس ضعيفا لاختراق السلفيين من خلال حزب النور البرلمان، ليحلوا محل الإخوان فيه.. بل إن البعض من هؤلاء كان خوفنا من احتمال سيطرة النور على البرلمان.. ولعل هذا ما دفع عددا من الأحزاب المدنية للتفكير في إقامة تحالفات فيما بينها سواء في القوائم أو الفردي؛ لمواجهة النور وكل التيار السياسي الإسلامي.
بل إن هناك من حذرنا من احتمال تحالف الإخوان مع حزب النور، بما يضمن ترشح الإخوان على قوائمه أو تحت لافتته.. وهناك أيضا من أكد لنا أن الأمريكان استبدلوا في مراهناتهم السياسية داخل مصر على السلفيين بدلا من الإخوان.. لكن كل هذا لم يحدث، وهذا يكشف أن كل تحليلات «هؤلاء الخبراء» كانت فشنكا!
