رئيس التحرير
عصام كامل

«أخطر» رجل في مجلس الوزراء!


ربما كان أهم قرارات المهندس شريف إسماعيل حتى الآن، وأكثرها صوابا هو اختياره لأستاذنا الزميل المحترم الكاتب الصحفي الكبير أسامة عبد العزيز، مستشارا إعلاميا ومديرا لإعلام مجلس الوزراء.

عبد العزيز من الصحفيين المحترمين من أصحاب الخبرات المركبة والمتراكمة، ليس فقط لعمله بالأهرام وفي مواقع مهمة به، وإنما أيضا لتعدد ثقافاته ولاطلاعه على العمل الإعلامي في أكثر من مكان، وعمله مديرا لمكتب الأهرام خارج مصر وتحديدا بتركيا.. وعند الأخيرة نتوقف قليلا..

فرغم عمله بتركيا مديرا لمكتب أهم صحيفة مصرية، إلا أنه وعند عودته وانتهاء عمله هناك، ورغم السنوات التي عاشها بتركيا، إلا أن موقفه من الخلاف المصري التركي كان حاسما.. ليس فقط كبيرا بالعلاقات المصرية التركية، وإنما لموقفه الحاسم والجذري إلى حد التطرف في الخلاف، وهنا لا نتوقف عند ذلك إنما في استنتاج ما وراء ذلك.. حيث لم يكن أسامة عبد العزيز - مع حفظ كل الألقاب - كغيره ممن ذهبوا هنا وهناك، وعملوا في غير المهنة وكونوا صداقات وعلاقات وارتباطات فاقت انتماءهم.. أما عبد العزيز فقد وضعته الأحداث في الاختبار ونجح فيه!

لماذا إذن هو أخطر - أهم - رجل بديوان مجلس الوزراء؟؛ لأنه بات مسئولا الآن عن إتمام اتصال مجلس الوزراء برئيسه ووزرائه بالمصريين بعد انقطاع دام طويلا.. وسبق أن كتبنا عن تجربة الجنزوري في رئاسة المجلس، قبل أن ينسفها من نظيف ومن معه، وكنا شهودا عليها ورأينا كيف ألزم حتى الوزراء بالاتصال بالصحفيين والرد عليهم، رغم ما يشاع عنه من ضيق صدره بالنقد.. ورأينا كيف أعطى تعليماته بتأسيس إدارة للإعلام في كل وزارات ومحافظات ومصالح وهيئات مصر؛ للرد على ما ينشر في الصحف.. وما ينشر في الصحف ينشر عن المصريين ولمصلحتهم.. تحقيقات وأخبار وشكاوى ومقالات.. والرد عليها والتعامل معها يرفع العبء عن النظام الحاكم، ويتم تفكيك أحمال المطالب بل الغضب على مساحة أوسع من المسئولين، تمتلك القدرة على التعامل معها وحلها أو على الأقل توضيحها واحترام أصحابها الذين تعمل الحكومة في الأصل عندهم.. فهم الشعب!

يستطيع أسامة عبد العزيز أن يقدم للدولة وللحكومة خدمة العمر، بأن أعاد الفكرة السابقة للعمل.. وأعاد لها الحياة.. ويترأس بنفسه - ومنصبه قد يتيح له ذلك بتخريجات مختلفة - إدارات الإعلام في كل ما يتبع مجلس الوزراء.. وكل مصر تتبع مجلس الوزراء!

إن فعل ذلك سيكون قدم للمصريين أيضا خدمة العمر، بإعادة الاعتبار لآلامهم وآمالهم وأحلامهم.. ويشعرهم بآدميتهم وبانتمائهم..

أسامة عبد العزيز لا ينقصه شيء لينجز ذلك، وهو قادر على استكمال ما ينقصه شرط الإرادة.. والإرادة - كما نعرفه - موجودة!
الجريدة الرسمية