رئيس التحرير
عصام كامل

باحث بمعهد «كارنيجي»: الأحزاب الصغيرة لم يكن لديها فرصة الانخراط في تحالفات بالانتخابات المصرية.. فشل الاندماج والمعاناة المادية ونزعة السيطرة والتنافس على مقاعد القوائم المخصصة أهم الأسباب

الانتخابات البرلمانية
الانتخابات البرلمانية - صورة ارشيفية

قال كريستوفر كوكس، باحث بشئون الشرق الأوسط في معهد "كارنيجي"، إن الانتخابات البرلمانية المصرية تشهد تحالفات ولكن الأحزاب الصغيرة لم يكن لديها فرصة الانخراط في تحالفات انتخابية، وذلك بسبب الانقسامات حول الجوانب التمويلية ونزعة السيطرة لدى الأحزاب.


منظومة سياسية
وأوضح «كريستوفر»، أن المنظومة السياسية المصرية تقع تحت وطأة عدد كبير جدًا من الأحزاب السياسية، لاسيما الأحزاب العلمانية ذات الميول اليسارية والقومية، وتواجه معظم هذه الأحزاب عقبات شديدة في تمويل حملات مرشّحيها وبناء قواعد دعم أوسع نطاقًا مع الحفاظ في الوقت نفسه على برامج انتخابية متمايزة.

اندماج الأحزاب
ويشير «كريستوفر»، إلى أن حل هذه المشكلة إما عبر اندماج الأحزاب التي تلتقي عقائديًا وإما عبر تشكيل ائتلافات، مؤكدًا أنه لم تحدث عمليات دمج ذات أهمية منذ أواخر العام 2013، وذلك عندما نجح حزب المصريين الأحرار في استيعاب حركة الديمقراطية الشعبية، وبطبيعة الحال، يمكن أن يكون من الصعب الدمج بين الأحزاب عندما يرفض قادتها التخلّي عن السيطرة الكاملة.

وأضاف «كريستوفر»، أنه قد تبين أن التحالفات التي تتيح للأحزاب الأصغر حجمًا زيادة مكاسبها إلى أقصى حد عبر حشد الموارد وخوض حملات مشتركة، تعاني من الضعف في أفضل الأحوال في مصر، وكذلك تسببت الخصومات بين الأحزاب، والخلافات حول الإستراتيجيات والبرامج الانتخابية، والمعارضة في صفوف القواعد الشعبية الحزبية، بتعطيل التعاون في هذا المجال.

بناء تحالفات
ولفت «كريستوفر»، إلى أنه خلال العامين 2011 و2012، نجحت أحزاب عدة في بناء تحالفات، مثل التحالف الديمقراطي، والكتلة الإسلامية، والكتلة المصرية، وتحالف الثورة مستمرة، كما هو الحال في معظم التحالفات الانتخابية، لم تدم هذه الائتلافات من دورة انتخابية إلى أخرى، إلا أن تحالفات جديدة ظهرت استعدادًا لخوض الانتخابات التشريعية في العام 2015.

وأشار «كريستوفر»، إلى أنه على سبيل المثال، يتألف تحالف "في حب مصر" بشكل أساسي من حزب الوفد، وحزب المصريين الأحرار، وحزب المحافظين، وكلها قوى ليبرالية تنتمي إلى يمين الوسط، وكذلك يضم تحالف اليسار القوى الاشتراكية الأكثر انتماءً إلى يسار الوسط، على غرار حزب التجمع، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي.

وحدة سطحية
ويري «كريستوفر»، إن خلف هذه الوحدة السطحية، ولاتزال معظم الائتلافات تتعرض للاتهامات بأن بعض أعضائها يسيطرون على الآخرين أو بأنها تضم في صفوفها فلولًا من عهد مبارك، علاوةً على ذلك، فإن بعض قادة الأحزاب وضعوا عوائق أمام محاولات تشكيل تحالفات، لاسيما بين الأحزاب الصغيرة، وذلك عبر تقديمهم المبادئ على البراجماتية، وفشلهم في إدراك الفرصة التي تتيحها لهم الائتلافات.

وأكد «كريستوفر»، أنه على سبيل المثال، اعتبر أحمد فوزي من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أن التحالفات على أساس قوائم الكتل تشكّل "انتهاكًا لمفهوم المساواة في الفرص"، وتقضي على المنافسة الحقيقية.

اقتراحات الدمج
وخلال مرحلة تسجيل الترشيحات، بين الأول والخامس عشر من سبتمبر الماضي، فشل اقتراح للدمج بين ائتلافي "في حب مصر" و"الجبهة المصرية"، بسبب الخلافات حول اختيار المرشحين والاتهامات بالاستبداد الحزبي. وترشح كل ائتلاف على حدة، مع تعاون الجبهة المصرية مع ائتلاف القائمة المصرية الأصغر حجمًا إلى حد كبير، والذي يتألف من أحزاب ناصرية صغيرة.

ائتلافات منقسمة
وأضاف «كريستوفر»، إن هذه الائتلافات منقسمة أيضًا حول مسائل بنيوية، ولاسيما حول المقاربات التي تعتمدها الأحزاب المختلفة الأحجام في تمويل حملاتها الانتخابية، ومن أبرز الأمثلة في هذا الإطار انسحاب تحالف "صحوة مصر" من الانتخابات بعد تقدمه بدعوى قانونية فاشلة أمام لجنة الانتخابات العليا.

فقد عارض التحالف قوانين تسجيل المرشحين التي تفرض خضوع المرشحين لفحوصات طبية رسمية، وبما أن عددًا كبيرًا من أعضاء "صحوة مصر" كان قد خضع لفحوص طبية مدفوعة الأجر، في فبراير الماضي استعدادًا للانتخابات في مارس قبل أن يتم إرجاؤها، اعتبر التحالف أن إجراء فحوصات جديدة -تبلغ كلفتها نحو 3000 جنيه مصري لكل مرشح- يشكل عائقًا ماليًا لالزوم له، وقد سدد انسحاب هذا الائتلاف ضربة قوية للانتخابات، إذ يعتبر عدد كبير من أعضائه بأنه أكثر تقدمية من الآخرين، كما تجمعه روابط أكبر بالشباب الذين نزلوا إلى الشارع في مطلع العام 2011.

هدف التحالفات
وأضاف «كريستوفر»، أن الهدف من معظم التحالفات هو حصر التنافس على المقاعد المخصصة للقوائم المغلقة، وعددها أقل من تلك المخصصة للمستقلين، من دون معالجة التحدي الأكبر المتمثل في تقديم مرشحين مستقلين.
الجريدة الرسمية