«السيسي» السبب!!
«العزوف سيد الموقف».. أي محاولة لـ«تجميل المشهد» تضليل، وغش وخداع.. مَنْ يُردْ أن يزمر ويطبل، ويرقص التنورة، فليغلق عليه بابه، ويفعل ما يحلو له بعيدًا عن أعين الشعب.
كانت فضيحة، رغم كثرة تبرير ما حدث.. «المسنون» والسيدات «صوّتوا»، رغم عدم زيادة معاشاتهم، ومحاولات التحقير من شأنهم.. فئات كثيرة امتنعت، قاطعت، أبت أن تغادر المنزل، إلا للجلوس على المقاهي، والتسكع في الشوارع.
النتيجة مخجلة، مُذِلة، مخيبة للآمال.. قطعًا محزنة، محبطة، مفزعة، مخيفة.. الآمال كانت معقودة على ارتفاع نسبة المشاركة، وزيادة الوعي الانتخابي بعد ثورتين.. مَنْ يَر أن نتيجة التصويت في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب «طبيعية»، وليست «مهينة»، فهو إما «مغيب»، أو جاهل بالمشهد السياسي، أو انتهازي، متسلق، يحاول استرضاء رئيسه.
كثير من الذين «يُوَلْوِلُونَ» على النتيجة الآن، هم أنفسهم الذين قالوا «لا حاجة لنا اليوم بالبرلمان وقرفه».. أيكون عندنا مجلس موقر و«السيسي» موجود؟.. الرئيس هو المُشرِّع، والمراقِب.
ألا تخجلون؟!.. وهل كان السيسي إلا بشرًا رئيسًا؟!!
مَنْ يُردْ مجاملة «السيسي» فليعلم أن الرئيس ليس بحاجة إلى مطبلين ومهللين، قدر احتياجه إلى عقول تعي وتخطط وتفكر، وسواعد تبني وتُشيد.
كلنا فاسدون، لا أستثني أحدًا، حتى الصمت العاجز الموافق قليل الحيلة.. الجميع يتحمل المسئولية.. النخبة، الإعلام، الأحزاب، رجال الأعمال، الأجهزة الأمنية، والرئاسة.
باستثناء القليل، الشعب غير راضٍ بالمرة عن الأوضاع الحالية.. الأحوال تزداد سوءًا.. الأغنياء يستأثرون بخيرات الدولة.. الفقراء والبسطاء يدفعون ثمن حبهم لهذا الوطن، وحبهم لرئيس سلّموا له أموالهم، وعقولهم، وقلوبهم، وأنفسهم.
الأمن ينشط في القبض على المتظاهرين و«حرامية الغسيل»، والدولة تسترضي «حرامية الوطن» وتتصالح معهم، وهناك مسئولون يتقاسمون معهم الغنيمة.. مثال كافٍ لـ«الكفر» بالحكومة ورجالها.
الشعب قالها صريحة للسادة المسئولين القابعين خلف مكاتبهم الوثيرة: «ما تصبرنيش بوعود، وكلام معسول وعهود، أنا ياما صبرت زمان على نار وعذاب وهوان، وأهي غلطة، ومش ح تعود.. ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت.. اثبت لي إنت الإخلاص وأنا أضحي مهما قاسيت.. دا مفيش في الدنيا غرام بيعيش كدة ع الأوهام»!
اعتماد الرئاسة - بعد ثورتين - على العقول المكتبية «المكيفة»، التي لا تجيد سوى القول «كله تمام يا أفندم»، يُهيئ الأجواء، ويتيح الفرصة من جديد لعودة تنظيمات كـ«الإخوان» لصدارة المشهد من جديد.
الرئيس فقد جزءًا، ولو ضئيلًا من شعبيته؛ بسبب قرارات، وعقليات حكوماته.. حقيقة لا تقبل المناهدة ولا المناكفة.. كثير من اختيارات «السيسي» لمستشاريه ووزرائه فاشلة.. رجال لا نشك في وطنيتهم ولا كفاءتهم، لكن نشكك في وعيهم السياسي، ورؤيتهم المستقبلية، ومحدوديتهم الإعلامية.. رجال انشغلوا بـ«إرضاء رجل» على حساب شعب.. رجال مبارك كان فيهم «الرمق»، لكن لم يكونوا «ميح» إلى هذه الدرجة.. مَنْ عنده غير ذلك فليأتني ببرهان.
سيادة الرئيس.. أنت رجل مخابرات.. وكل «مخابراتي بالإشارة يفهم»، فهل وصلت الرسالة؟!