ثورة علمية في علاج مرض السكر.. عقار جديد من الأنسولين ممتد المفعول لأكثر من 42 ساعة.. ودراسة تؤكد: الدواء يخفض معدل نوبات هبوط السكر الشديدة بنسبة 69%
عقدت شركة نوفو نورديسك اليوم الثلاثاء مؤتمرًا صحفيًا على هامش مؤتمر الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم السنوي العاشر، والذي يقام في الفترة من 20-22 أكتوبر الجارى.
وناقش المؤتمر أحدث الدراسات فيما يتعلق بأسباب ومخاطر وطرق تفادي انخفاض مستوى السكر في الدم حيث كشفت الدراسات أن السبب يرجع إلى تناول مرضى السكر جرعات خاطئة من علاجهم أو عند تناول جرعة الإنسولين في التوقيت الخاطئ أو عدم تناول الطعام في الأوقات المناسبة أو تناول الجرعة في مكان خاطئ أو بطريقة خاطئة.
وقالت الدكتورة إيناس شلتوت، رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، عضو الاتحاد العالمي لمرض السكر: "إن غيبوبة انخفاض السكر، تنتج عن نقص مستوى الجلوكوز في الدم وأسبابها تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات في موعدها.
وأوضحت أن إحدى الدراسات لفتت إلى قيام 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثاني بالتحدث مع طبيبهم عن إصابتهم بنقص مستوى السكر في الدم، فيما يقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثاني بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر في الدم، بينما يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر في الدم.
أعراض المرض
وأضافت أن أعراض انخفاض السكر في الدم تتمثل في فقدان الوعي، والعرق بغزارة، وشحوب لون الوجه، وزيادة ضربات القلب، والصداع، وزغللة العين، ورعشة في الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان في التركيز أو فقدان الوعي.
ونصحت بأن يتناول المريض في هذه الحالة، نصف كوب مشروب سكري مثل العصير، وفي حالة الغيبوبة نلجأ فورا إلى المستشفى لأن أي تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض، كما يؤدي تكرار نوبات انخفاض السكر في الدم إلى عدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة."
وتابع الدكتور شريف حافظ، أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء بكلية طب القصر العينى، قائلا: "يُعاني من مرض السكر نحو 382 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص.
أسباب الإصابة
وأشار إلى أن أحدث الأبحاث والدراسات المتخصصة أكدت أنّ معدلات الإصابة بمرض السكر مرتفعة بصورة كبيرة في البلاد النامية بسبب اتباع أساليب الحياة غير الصحية والنظم الغذائية الخاطئة، التي تتصف بزيادة السعرات الحرارية في الطعام وقلة الحركة وعدم مزاولة الرياضة بشكل منتظم والذي يؤدى بدوره إلى مرض السمنه وهو من أسباب مرض السكر بالإضافة للعوامل الوراثية، وتجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الطبيب، وهو ما يعرضهم لمشاكل ومضاعفات صحية خطيرة، كما يعتبر انخفاض مستويات السكر في الدم من الأمور المقلقة لدى الطبيب والمريض معا بسبب تائثيرها الضار على المريض من الناحية الصحية."
دواء جديد
واستطرد الدكتور عمر السعدني، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بطب قصر العينى: " أنه تم الكشف مؤخرًا عن عقار جديد من الجيل الثانى من الانسولين، أتاحت تقنية تصنيعه إمكانية تناوله مرة واحدة في أي وقت من اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم لأكثر من 42 ساعة، مما يقلل نوبات انخفاض السكر في الدم.
وأضاف إن الدواء الجديد يعد ثورة علمية وليس مجرد اسم جديد في طابور الأدوية لأنه يقلل الآثار الجانبية التي تواجه أغلب مرضى السكر حيث أثبتت دراسة بحثية استمرت سنتين على أكثر من ألف مريض أنه امكن باستخدام الأنسولين الجديد خفض معدل نوبات هبوط السكر الشديدة بنسبة 69% وكذلك خفض معدل نوبات الهبوط في فترة الليل بنحو 43% وهى الفترة الحرجة حيث لا يستطيع المريض الاحساس بحدوث نوبة الهبوط السكرى أثناء النوم."
جدير بالذكر أن مصر، إحدى الدول الأعلى في معدلات انتشار مرض السكر في العالم حيث تبلغ نسبة المصابين بالمرض فيها أكثر من 15.6% من إجمالي السكان، وبالتالي تشغل المرتبة التاسعة عالميا من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره. ولمرض السكر شق وراثي وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء وكذلك مستوى الرعاية الصحية، حيث يوجد في مصر 7.5 مليون شخص مصاب بمرض السكر، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2030.
حضر المؤتمر الصحفي كل من الدكتورة إيناس شلتوت - رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم وعضو الاتحاد العالمي لمرض السكر، الدكتور شريف حافظ، أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء بكلية طب القصر العينى، الدكتور عمر السعدني، أستاذ أمراض الباطنة والسكر طب القصر العيني.
