رئيس التحرير
عصام كامل

نجح السيسي..انتصر الإخوان وانهزمنا جميعا !


هل رأيتم الإخوان-حتى واحد منهم فقط-مرة واحدة يهاجم باسم يوسف؟ رغم ما فعله الأخير في مرسي وقت أن كان رئيسا؟ هل رأيتم الإخوان مرة واحدة يهاجمون سعد الدين إبراهيم الذي هاجمهم طويلا وكثيرا؟ طيب في المقابل هل يهاجم أنصار السيسي يوسف الحسيني وإبراهيم عيسى أكثر أم الإخوان أكثر؟ بكل أسي وأسف في حين يريد الإخوان باسم يوسف وسعد الدين إبراهيم أقوياء حتى يستطيعوا مواجهة السيسي والدولة المصرية ولا يشغلونهم بمعارك أخرى نهاجم نحن الحسيني وعيسي بكل ضراوة أكثر من الإخوان، رغم وقوفهما الآن بكل قوة مع السيسي ومع الدولة المصرية، ورغم معاركهما مع الإخوان والسلفيين والإرهاب والفكر الوهابي!!! وأحيانا-أو دائما-يكون الهجوم لأسباب تاريخية انقضت وتجاوزتها الأحداث مثل علاقة إبراهيم عيسى بالبرادعي التي أصبحت تاريخا لا قيمه له وهؤلاء لا يريدون إدراك أن المعركة مع الإخوان الآن هي الأصل وهي الأساس وتعلو على غيرها وتسبقه! ولكن تعالوا نثبت بالدليل العنوان أعلاه


استطاع الإخوان بالفعل ومعهم عملاؤهم وشركاؤهم بث الإحباط في صفوف المصريين.. بات الاعتراف بذلك ضروريا للأسف رغم كل ما تم من إنجازات في مصر الفترة الماضية.. وهو ما يعني نجاحهم إعلاميا وبشكل حقيقي وفعلي وليس علينا إلا الاعتراف بذلك..

يظل السؤال: كيف نجحوا؟ الإجابة طويلة أهمها على الإطلاق تتلخص في 3 أسباب رئيسية:

الأول:إيمانهم المؤكد بأنهم في معركة..الثاني: قدرتهم على ترتيب الأولويات..الثالثة:التنظيم ووجود قيادة واحدة تدير معركتهم الإعلامية..أما نحن..الطرف الآخر الذي يخوض معركه يراها شريفة وطويلة مع الإخوان وهؤلاء كثيرون منهم يخوضون المواجهة بغير جدية وبغير وعي لأبعادها..أغلبهم ينشرون أكاذيب الإخوان بأنفسهم ويتركون لهم ساحة التعليق على المواقع الإخبارية بغير اشتباك ولا رد، وتتفنن الحكومة في دعم الاعلام الإخواني بتركها أدواتها بغير تطوير، وأولها التليفزيون وقنواته والهيئة العامة للاستعلامات وأفرعها، فضلا عن الموات في نفي الشائعات أو الأخبار المغرضة أو في تقديم الإيجابيات بالشكل الكافي..

نجح السيسي الذي وعد بالانتخابات وتمت بعد شائعات عن تلكؤه في إجرائها، ونجح في إتمام مرحلتها الأولى كما ينبغي، حيث أعلن أولا أنه لا يدعم أي من متنافسيها، وقامت أجهزته الأمنية والإدارية بتنظيم الانتخابات بغير تدخل ولا انحياز، وانتهت إلى الأبد قصص التسويد والتزوير تحت أي ظرف، ولأي سبب وهي نقلة مهمة بعد تاريخ مرير للمصريين في الانتخابات البرلمانية !

السيسي الذي رفض مشروع إقليم القناة في عهد مرسي، وأصر على إغلاق الأنفاق في عهده أيضا، والذي دعا الأحزاب والتيارات للبحث عن حلول للأزمة المصرية وهو وزير دفاع ، وكاد خيرت الشاطر يجن منه..والسيسي الذي عزل مرسي واستجاب لشعبه ولو فشل الأمر لأعدم رميا بالرصاص..والسيسي الذي استرد أفريقيا لمصر واستعاد العلاقات مع الحلفاء التاريخيين في روسيا والصين بعد خراب السياسة في الأربعين عاما الأخيرة والسيسي الذي يقف إلى جوار سوريا اليوم خصما مع قوي أخرى، والسيسي الذي استعادت أجهزته حتى الآن 13 مليار جنيه فروق أراضي الكبار التي حصلوا عليها أيام مبارك..

والسيسي الذي يسترد للشعب المصري أملاكه في قطاعه العام الذي خربه نظام مبارك وباعه بأبخس الأثمان، ورفض النظام المذكور ومن جاء بعده تنفيذ أحكام القضاء باستعادة أملاك الشعب إلا أن السيسي ينفذها، ويسعي لنفخ الروح في مصانع الستينيات، والسيسي الذي سدد حتى الآن 6 مليارات دولار من ديون لم يتسبب فيها ويلومونه على تراجع الاحتياطي النقدي بسببها..

والسيسي الذي أعاد هيكلة بنية الجيش المصري على أفضل ما يكون، والسيسي الذي سجن نظامه 20 ضابط شرطة في أسبوع واحد على ذمة قضايا اتجار في عملة وطمس بيانات السيارات في مرور الجيزة وغيرها والذي يسجن ضابطا بتهمة القتل في التظاهر لأول مرة في تاريخ الشرطة المصرية، والسيسي الذي يسجن وزيرا بتهمة الفساد، والسيسي الذي أنجز مشروع القناة وأهم ما فيه استعادة روح المصريين في القدرة على الفعل والإنجاز..السيسي الذي فعل كل ذلك وغيره من منظومة الدعم والخبز وأنابيب البوتاجاز والكهرباء ودعم الفقراء في العلاج من فيروس سي، وتوفير الألبان لأطفال الفقراء..السيسي هذا وبكل ذلك نجح الإخوان وعملاؤهم في تشويهه وتشويه ما مضي من فترته !!

أي عار يلاحق الاعلام المصري؟ وأي عار يلاحق قواها السياسية الشريفة..نكرر..الشريفة؟! وأي عار يلاحق مثقفي الشعب المصري ونخبته الوطنية الحقيقية؟!
فعلا..نجح السيسي وانتصر الإخوان وانهزمنا جميعا..لكن لا يمكن بقاء الحال هكذا بأي حال وللحديث بقية!

الجريدة الرسمية