رئيس التحرير
عصام كامل

مفهوم جديد للخيانة


بعض المرشحين في انتخابات مجلس النواب ممن هبطوا على السياسة بالبراشوت؛ لطبيعة المرحلة ولاستكمال دورهم من خلال البرلمان، يطلقون نظريات جديدة كل يوم في السياسة والوطنية.


وأحدث هذه النظريات أن أي شخص ينتقد مجلس النواب يكون خائنا لوطنه؛ لأنه في تلك الحالة لا يراعي المصلحة العامة.. ووفقا لنظرية هؤلاء، فإن رموز المعارضة طوال تاريخ البرلمانات في مصر خونة، ولم يراعوا مصلحة وطنهم..

هذا الكلام الخطير الذي يصدر من شخصيات بارزة على الساحة الآن، وتقود المشهد الانتخابي، يأتي استكمالا لمسيرة التخوين واحتكار الوطنية واستخدام كل أشكال الفزاعات؛ لإسكات أي رأي معارض يستهدف الصالح العام، وبدافع وطني بحت، وليس كما يصوره هؤلاء الذين يريدون أن يكون البرلمان الجديد ساحة لشرعنة النفاق والتطبيل، وأن تكون الغلبة لشعارات كله تمام ومفيش أفضل من كدة.

وإذا كان النظام الحاكم يريد استقرارا حقيقيا وتقدما ملموسا، فلن يتحقق ذلك بدون برلمان قوي، يضم تنوعا في التفكير والتوجهات، ويكون للمعارضة التواجد الفعال في النقاش العام والتشريع والمشاركة في مراقبة الحكومة.

فبعد الخلاص من الإخوان وممارساتهم الممقوتة وفي مقدمتها الإقصاء.. لا يعقل أن نمارس نفس الإقصاء مع شباب ثورة 25 يناير وأصحاب الرأي المعارض الذين يهمهم مصلحة مصر.

ومن غرائب الظواهر الآن، أن هناك من لم يتعلم من ثورة الشعب في 25 يناير، ويظن واهما أن عمليات تشويه الثورة حققت أهدافها، وأن الجميع يقتنعون بأن هذه الثورة لم يقم بها شعبنا، ولكن شعوبا أخرى من داغستان والشيشان، وطبعا من قطر وتركيا وحماس دخلت مصر وقامت بالثورة ثم عادت إلى بلادها.

الكذبة الكبرى يصدقها هؤلاء ويتعاملون بمفاهيم ما قبل 2011 وكأن شيئا لم يحدث.. وكأن شيئا لن يحدث لو استمر النهج المنظم في تخوين المعارضين وقمع الحريات، والتشدق ليل نهار بما ليس فينا من حرية ورخاء ومستقبل باهر ينتظر كل المصريين!!
الجريدة الرسمية