رئيس التحرير
عصام كامل

الفنانة السورية سولاف فواخرجي: المنتجون استغلوا الظروف وخفضوا أجورنا

فيتو

  • بلدي في محنة.. وأعشق تراب مصر 

"رسائل الكرز" حقق حلمي بالوقوف خلف الكاميرا.. و"مدد" فيلم سياسي يتحدث عن أزمة سوريا

انتظرت المشاركة بفيلمي الأول في مهرجان الإسكندرية أو مهرجان القاهرة لأنني أعشق مصر
لم أعتذر عن "شجرة الدر" ومستعدة للموت في أي لحظة

"نفيت واستوطن الأغراب في وطني.. ودمروا كل أشيائي الحبيبات".. بيت شعر لا تعترف به.. لا تؤمن بمفرداته.. ببساطة هي تدرك أنه "فيه أمل"، وأن "أجمل الأيام لم تأت بعد".. وأن سوريا ستعود أجمل مما كانت.
النجمة السورية سولاف فواخرجي.. الجميلة التي استطاعت طوال السنوات الماضية، أن تكون "سيدة الشاشة" الثانية، جلست على عرش الفن بـ"الموهبة"، أعلنت نفسها "نجمة" من أول مشهد.. لكنها رغم ذلك لا تزال تؤكد أنها تحاول وتخطو بـ"تأنٍ" فوق أرض الفن.

التمثيل لم يكن الأمر الوحيد الذي تتقنه "سولاف".. مؤخرا ظهرت إلى النور تجربتها الإخراجية الأولى، نالت الإعجاب تلك التجربة، الألم الذي كان رفيق الحب في "رسائل الكرز"، لم يمنعها من الإشارة إلى أن الأيام المقبلة ستكون أكثر إشراقا.. وإبداعا أيضا.

السياسة هي الأخرى كانت حاضرة، الأمنيات وجدت لها متسعا في الحوار، تحدثت عن سوريا بـ"لسان عاشق"، وعدتنا بأن بلادها قادمة "لا محالة"، وأن الحرب إلى نهاية مهما طال أمدها..

وعن موقفها من تلك الحرب الدائرة فوق أرض بلادها وتجربتها السينمائية الجديدة، وحقيقة رفضها أداء دور "شجرة الدر" وأمور أخرى كان الحوار التالي:


* البداية دائمًا مع السؤال المعتاد.. ما سر تغيبك عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية؟
على العكس تماما.. فلم أغب عن الساحة الفنية كما يظن البعض، لكن يمكن القول إنني لم أوجد على الساحة الفنية المصرية "إن صح التعبير"، فقد كنت مشغولة طوال الفترة الماضية بتجربتي الإخراجية الأولى في السينما "رسائل الكرز"، الفيلم الحاصل على جائزة بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وهذا شيء كبير بالنسبة لي.

وفيما يتعلق بابتعادي أو غيابي عن الساحة الفنية المصرية، فهناك عدة أسباب، أهمها أن هناك عددا من السيناريوهات التي تم عرضها علىَّ لم تنل إعجابي بشكل كبير، هذا بجانب أن هناك البعض استغلوا الأزمة التي تعرضت لها سوريا، وقرروا تقليل أجر الفنانين السوريين، وهذا أمر أرفضه تماما، ورفضي هنا لا يجب أن يؤخذ على أنني أغالي في أجري.

* لماذا اعتذرت عن المشاركة في مسلسل "شجرة الدر" رغم تمسك شركة الإنتاج بك؟
لم أعتذر عن "شجرة الدر"، ومازلت على اتصال بقطاع الإنتاج الذي يتولى إنتاج العمل، وتدور بيننا بعض المكالمات من وقت لآخر، وأتمنى أن يخرج المسلسل للنور في أقرب وقت.

* لماذا قررت التوجه للإخراج رغم نجاحك الواضح في مجال التمثيل؟
كانت لدىَّ رغبة قوية في أن أرى نفسي خلف الكاميرا وليس أمامها، وأن أستمتع بتجربة إدارة عمل فني وتحويله من مجرد نص مكتوب إلى عمل فني مرئي يستمتع به الجماهير، وهو ما تحقق في فيلم "رسائل الكرز"، الذي حصل على جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الماضية.

* بمناسبة مهرجان الإسكندرية.. هل هناك أسباب معينة دفعتك لاختيار هذا المهرجان بالتحديد لعرض "رسائل الكرز" في دورته الأخيرة؟
لقد رفضت المشاركة في عدد كبير من المهرجانات الكبرى داخل وخارج الوطن العربي، وكنت أنتظر المشاركة بفيلمي الأول في مهرجان الإسكندرية أو مهرجان القاهرة؛ لأنني أعشق مصر، ولم أشعر يومًا أنني لست مصرية، فعلى العكس أتعامل وكأنني ابنة هذا الوطن ولا أنسى فضله علىَّ في مشواري الفني وأعمالي الدرامية والسينمائية التي أحبها الجمهور، كما أن الجمهور المصري ذواق وأرى أنه ناقد جيد جدًا.

* هل تجربتك الإخراجية الأولى أعجبت زوجك المخرج "وائل رمضان"؟
بالطبع أحمد الله على ذلك.. كما أنني لا أنكر فضل زوجي في هذه التجربة المهمة، فقد كان معي من البداية، وأمدني بخبراته وبوجهة نظر سديدة، وأوجه له الشكر أيضًا لأنه لم يفرض علىَّ وجهة نظره، وكان يناقشني في وجهة نظري وإما يقتنع أو يقنعني.

* هل تعمدت إحداث المزج بين الحب والسياسة في "رسائل الكرز"؟
الفكرة ليست ربط السياسة بالحب، ولكن الفيلم يتحدث عن الاحتلال الصهويني لهضبة الجولان السورية، وأردت أن تكون هناك قصة حب تنشأ وسط كل هذه الظروف، ونوضح كيف من الممكن أن يتأثر الحب بما يحدث حولنا من احتلال وظروف وحرب وغيرها.

* وماذا عن فيلم "مدد" الذي تحضرين له حاليا؟
"مدد" فيلم سياسي أيضًا يتحدث عن الأوضاع في سوريا، وكيف حدثت الأزمة في سوريا ووصل الأمر إلى حرب بين السوريين، رغم أنه لم يتخيل الجميع منذ عدة سنوات، أن يصل بنا الأمر إلى هذا الحد، ومن المتوقع أن أبدأ تصويره مطلع العام الجديد.

* بالحديث عن سوريا.. بصفتك مواطنة سورية كيف ترين الوضع.. وهل لديك تبريرات تجيب عن سؤال كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟
هذا السؤال سأجيب عنه على جزءين.. الأول متعلق بالأيام التي سبقت الثورة، التي لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، وأن نعادي بعضنا البعض وكنت أرى سوريا من البلدان المستقرة إلى حد كبير.

أما الجزء الثاني بعد حدوث الاحتجاجات في 2011، وتوقعت أن يزداد الأمر سوءًا، وأن يحل الخراب والدمار على سوريا، لذلك رفضت الثورة من الأساس.

* هل تمتلكين توقعات للمرحلة المقبلة؟
الأمور لا بد أن تعود إلى نصابها الصحيح، وأريد الإشارة هنا إلى أنني لم أفكر بالاستقرار، على العكس تمامًا، أنا مؤمنة كل الإيمان بأن سوريا ستعود إلى سابق عهدها وأفضل مما كانت، ومهما طالت فترة معاناتها وسوف ترون سوريا في المستقبل عائدة بقوة.

* البعض كان يظن أن سولاف فواخرجي ستترك سوريا بسبب الأحداث وتأتي إلى مصر التي تمتع فيها بشعبية كبيرة.. ما السر وراء إصرارك على البقاء هناك؟
لا أستطيع أن أترك وطني وهو في محنة، ثم أنني سبق وقلت لم أفكر بهذا الوطن وباستقراره من قبل، وعلى العكس ما حدث في سوريا جعلني أتمسك بها أكثر وأكثر، وكلما زادت الشدة زاد إصراري وقررت ألا أتوقف عن العمل رغم كل الظروف، ولك أن تتخيل أننا كنا نصور "رسائل الكرز" على صوت القنابل والأعيرة النارية، ولم نتأثر بذلك ولم نخف، فالنار لن تقتل الحلم بداخلنا ولن تبعدنا عن الفن الذي نحبه.

* نفهم من ذلك أنك لم تخافي من الإرهاب الموجود في سوريا؟
أبدًا على الإطلاق.. وكما قلت لك كلما زاد الضرب والكرب زاد إصراري، ولم أخف من الموت، وكنت مستعدة أن أموت في أي لحظة؛ لأنني لن أكون أول من يموتون ولا آخرهم.

* كيف ترين مشهد الدماء السوري الذي يسيل كل يوم؟
بالطبع غير راضية بالمرة، وأنزف دما على من يموتون من أبناء الوطن، والحزن يملأ قلبي لما يحدث، وأتمنى أن يتوقف هذا النزيف وتعود بلدنا إلى هدوئها وجمالها.

* أخيرًا.. هل هناك رسالة تريدين توجيهها لجمهورك في مصر؟
أقول للجمهور المصري أحبكم وأعتبركم أهلي وأبناء وطني، كما أنني أعشق تراب بلدكم مصر وأشكركم على كل ما قدمتوه لسوريا وأتمنى أن تبقى المحبة والألفة بيننا إلى الأبد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية