الانتخابات البرلمانية في عيون الصحف العالمية.. ضعف الإقبال وقلة الحماس يسيطران على اللجان.. غياب الشباب يكشف إصابة المصريين بـ«الإرهاق السياسي».. علامة فارقة في طريق الديمقراطية.. وانتظار لل

رصدت الصحافة العالمية، اليوم الأحد، الانتخابات البرلمانية التي تعد الخطوة الثالثة والأخيرة في خارطة مصر للطريق إلى الديمقراطية التي وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولاقت الانتخابات أهمية كبرى إقليميا ودوليا نظرا لمكانة مصر.

علامة فارقة
قالت وكالة رويترز، إن الانتخابات البرلمانية المصرية التي طال انتظارها تشهد إقبالا منخفضا، وتعد الانتخابات علامة فارقة في الطريق إلى الديمقراطية.

وأشارت الوكالة إلى زيارة مراسلي رويترز لمراكز الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات، أظهرت إقبالا ضعيفًا والقليل من الحماس، وكان معظم الناخبين من كبار السن الذين أكدوا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق الاستقرار بعد سنوات من الاضطراب السياسي.

ولفتت الوكالة إلى أن الانتخابات البرلمانية شهدت إجراءات أمنية مشددة حيث تعاني مصر من تمرد إرهابي تقوده جماعة إرهابية في سيناء أعلنت ولاءها للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.

وأضافت الوكالة، أن دستور مصر الذي تم إقراره عام 2014 يمنح البرلمان الجديد صلاحيات واسعة النطاق، بداية من رفض اختيار رئيس الوزراء حتى عزل الرئيس.

عزوف الشباب
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية بـ"الفتور الشبابى"، تجاه اختيار نواب البرلمان الجديد.

ولفتت الصحيفة إلى ترشح المئات من أعضاء "الحزب الوطني"، الحاكم في عهد الرئيس الأسبق حسن مبارك، في الانتخابات البرلمانية الحالية، مضيفةً أنه من المتوقع أن يستفيدوا من شبكات المحسوبية المحلية التي ظلت على حالها منذ ثورة 25 يناير.

كما أبرزت الصحيفة عدم شعور المصريين بالحماس في الانتخابات الحالية، مشيرةً إلى عدم اصطفاف الناخبين في طوابير طويلة كالمعتاد أمام صناديق الإقتراع في محافظة الجيزة مثلًا.

شعبية السيسي
وقالت وكالة فرانس برس أن الإقبال على الانتخابات البرلمانية سيكون مقياسا لشعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتمتع بمكانة كبيرة للكثير من المصريين منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي في عام 2013.

وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع أن تزداد نسبة إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع بنهاية اليوم لأن العديد من الناخبين يتواجدون في أعمالهم صباحًا، بجانب ارتفاع درجات الحرارة في الصباح، وتفضيل التصويت في نهاية اليوم.

ولفت الوكالة إلى أن معظم المرشحين في الانتخابات البرلمانية يدعمون الرئيس السيسي بأغلبية ساحقة ومن المتوقع أن يؤيد البرلمان القادم الرئيس.

وأضافت الوكالة أن الكثير من المصريين يشعرون بالتعب والإرهاق جراء الاضطرابات السياسية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وتعهد السيسي بإحياء الاقتصاد واستعادة استقرار البلاد.

دعم السيسي
وقالت صحيفة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، إن نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية من المرجح أن تؤدي إلى سلطة تشريعية تدعم سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أحيا الاقتصاد المتداعي في البلاد ويحارب الإرهاب، بجانب دوره الكبير في الشرق الأوسط وعمله على تهدئة الاضطرابات في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية التي تشهدها مصر اليوم الأحد، هي الأولى منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي في عام 2013، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الانتخابات ضرورية وحيوية للمصريين وتؤدي إلى التوحد في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية وتؤكد الأواصر الوثيقة بين الشعب والجيش.

وأضافت الصحيفة أن «السيسي» حذر المصريين من الفوضى في دول الجوار وإراقة الدماء في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وحثهم على الوقوف وراء جيشهم.

ونوهت الصحيفة إلى أن الانتخابات ستقر بأول برلمان بعد اعتماد دستور جديد يجعل مصر أكثر ليبرالية من أي وقت مضى، ويمنح الدستور البرلمان الحق في إقالة الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو سحب الثقة من رئيس الوزراء وأفراد حكومته.

اهتمام إقليمي ودولي
وقال المحلل الإسرائيلي "يوسي نيشر"، محرر الشئون الشرق أوسطية بالإذاعة الإسرائيلية: إنه رغم كثافة الملفات الشرق أوسطية الساخنة هذه الأيام، إلا أن الانتخابات المصرية تجرى وسط اهتمام إقليمي ودولي، لا سيما أن الانتخابات تعكس عودة الحياة السياسية والحياة البرلمانية إلى مصر بعد 3 سنوات بدون سلطة تشريعية الأمر الذي أثار انتقادات غربية ومنها أمريكية.

واستطرد خلال التحليل الذي نشرته الإذاعة، أن واشنطن توجه بين الحين والآخر انتقادات إلى القاهرة حول سير العملية السياسية وخارطة الطريق الديمقراطية التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد سقوط نظام الإخوان، علمًا بأن العلاقات بين الرئيسين أوباما والسيسي شهدت نوعا من التوتر من إسقاط نظام مرسي والذي تسبب في تأجيل المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة.

حزب النور
رجح تقرير إسرائيلي أن حزب «النور» السلفي، الحليف السابق للمعزول محمد مرسي، يخوض الانتخابات البرلمانية، بعد تأييده الإطاحة برجل الإخوان من الحكم.

وأضاف التقرير الذي نشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن حزب «النور» نجح في الانتخابات البرلمانية السابقة في الاستحواذ على عدد كبير من المقاعد، لكن هذه المرة لن يستطيع تحقيق إنجاز في البرلمان؛ نظرًا لأن الجو العام في مصر معاد للإسلاميين.

ونوهت الصحيفة إلى أن التوقعات، تؤكد انخفاض الإقبال على التصويت، رغم دعوة الرئيس السيسي للمواطنين المصريين، للخروج وممارسة حقهم الديمقراطي.