رئيس التحرير
عصام كامل

كيف كانت مصر في معرض ميلانو 2015؟!


إن كنت مصريا ما أن تضع قدمك على أرض معرض ميلانو الدولي بإيطاليا حتى تأخذك قدماك لتبحث عن معرض مصر، الموجود في طريق فرعي يمين المعرض؛ حيث يوجد تجمع معارض لمصر وتونس والجزائر ولبنان تحت عنوان دول البحر الأبيض المتوسط.


جلست على كرسي في مدخل المعرض كصاحبة بيت وليس مجرد ضيفة، وتعجبت من الوجه المصري المصور على الحائط بزي فرعوني، فشاربه المصون لم يكن له علاقة بالوجوه الفرعونية.

في بداية المعرض، قاعة بشاشات صور ثلاثية الأبعاد لمشاهد فرعونية وتماثيل جيدة إلى حد ما، لكنها أقل بكثير مما كانت مصر قادرة على تقديمه في معرض عالمي، في القاعة الثانية بازار يشبه محال خان الخليلي به أوراق البردي وتماثيل وإكسسوارات فرعونية ومطعم صغير في نهاية القاعة، يقدم أكلات مصرية ليست على المستوى اللائق بالمرة.

ولكن كان سؤالان يدوران بخلدي.. هل يعلم من قاموا على المعرض هدفه أو عنوانه؟، عنوان معرض ميلانو "تغذية الكوكب طاقة من أجل الحياة"، ما هي علاقة المعرض المصري بالتغذية؟، ولماذا لم تعرض الشاشات أرض مصر الخصبة منذ أيام الفراعنة وحتى الآن؟، ومن الممكن اتخاذ أسطورة أوزوريس إله الخصب والنماء كفكرة للعرض فربما من قاموا على المعرض لا يعلمون أن بكل كتب التاريخ والجغرافيا بالدول الغربية تدرس أرض مصر كأول من عرف الزراعة في العالم، وربما أيضا من قاموا عليه لا يعرفون قيمة القطن المصري والقمح المصري والخضراوات والفواكه المصرية، كما كان يمكن وضع صورة لفلاح مصري يزرع أو يجمع محصولا من أرضها الطيبة، كما فعلت روسيا التي كان مدخل معرضها عبارة عن خريطة لروسيا على شكل الحبوب المشهورة بها، وفي قاعتها الأولى نماذج لهذه الحبوب، وفي القاعة الثانية عروض للأسماك الشهيرة بها أيضا.

ولماذا لا توجد صور لخريطة مصر ببحريها الأبيض والأحمر والمدن السياحية الجديدة فيها والواحات وجنوب مصر والنوبة والصناعات اليدوية بها؟، كما فعلت المكسيك التي استغلت المعرض في عرض أهم المعالم السياحية بها، مرفقة بأهم الأكلات الشهيرة كدعاية قوية للسياحة، ولم تخرج على نطاق فكرة المعرض الرئيسية.

السؤال الثاني لماذا تقدمت هذه الدول؟، ليس لمجرد أنها تملك الإمكانيات، ولكن لأنها تعرف أن لكل مقام مقالا، ومقالنا في معرض ميلانو ليس له علاقة بالمعرض، ففي كل مناسبة كل ما علينا هو أن نزج بحضارة مصر وكأنها كل ما نملك، وكأننا نقول للعالم نحن نملك ماضي عظيما ولكننا لا نملك حاضرا ولا مستقبلا.

رأيت في المعرض دولا لا تملك الكثير لتقوله، لكنها أجادت تقديم نفسها، ونحن نملك الكثير لنقوله، لكننا لا نجيد تقديم أنفسنا؛ لأننا نسند المهمة لمصريين وطنيين، لكنهم غير متخصصين.
الجريدة الرسمية