رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا بالبرلمان! «٢»


على مدى شهور طويلة انبرى عدد من الذين يصفون أنفسهم بالخبراء السياسيين، في إثارة خوف المواطنين من البرلمان الجديد، فوصفوه بأنه في أفضل الأحوال سيكون برلمانا يمثل تجمعا من أعضاء الحزب الوطني المنحل ومن ينتمون إلى التيار الديني السياسي، والأخطر سيكون معطلا أو معوقا للرئيس فيما يقوم به للنهوض بالبلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وسوف ينازعه السلطة.


ولذلك انشغل هؤلاء بالدعوة لتأجيل انتخاب برلماننا الجديد لعام أو عامين؛ لمنح الرئيس فرصة لكي يمضي في عمله ويستمر في جهده للنهوض بالبلاد.. بل الأمر المثير، أن بعض هؤلاء يشاركون بالفعل في هذه الانتخابات البرلمانية، رغم أن المعنى الحقيقي لما ظلوا يروجون له يعكس عدم ثقة في قدرة الناخبين المصريين على الاختيار السليم، أو الخوف من أن ينخدع مجددا على غرار ما حدث من قبل في عامي ٢٠١١، ٢٠١٢.

بل إن بعض هؤلاء من مدعي الخبرة حذروا من إجراء الانتخابات البرلمانية، استنادا إلى أن البرلمان الجديد لن يقدر له البقاء طويلا، وسوف يتم حله إما نتيجة الطعون الانتخابية أو لاصطدامه بالرئيس، وإخفاقه في اختيار الحكومة بالاتفاق مع الرئيس.

ولكن ها هي الانتخابات البرلمانية تتم على عكس رغبة هؤلاء.. وستكون نتائجها على عكس تقديراتهم.. والأغلب ستخيب هذه التقديرات بالنسبة للبرلمان.. والأيام بيننا.
الجريدة الرسمية