العاصمة الجديدة.. هل من معارض؟
(1)
المشروعات «العظيمة» لا قيمة لها إذا أُنجزت في وقت خاطئ.. الفقير قد يصبر على «الجوع»، لكنه يتمرد على «السفه» الحكومي.
(2)
إذا الرئيس يومًا أصدر أمرًا، فلا بد للحكومة أن تنفذ.. لكن مَنْ قال إن التنفيذ يتم دون مشاورة أو مراجعة أو معارضة؟!
(3)
الرئيس يأمل، يرجو، يتمنى، ويحلم، ويأمر بإنجاز «العاصمة الإدارية الجديدة»، كما أُنجز مشروع قناة السويس الجديدة.. معه كل الحق.. فـ«السيسي» - الآن - هو «النظام»، والنظام هو السيسي.. ووفقًا للدستور، له كل الصلاحيات والسلطات، «تشريعية وتنفيذية».. لكن أليس في الدائرة المحيطة به «رجل رشيد»، يخبره بـ«فقه الأولويات»، وأن «ليس كل ما يتمناه المرء يدركه»؟
الرجل يُمني المصريين بمستقبل «سويسري»، والأغلبية الكاسحة المؤيدة له تنتظر «الفرج».
(4)
وسائل الإعلام الخاصة قبل القومية - إلا القليل - فقدت توازنها.. أعادتنا إلى سنوات النفاق والتملق أواخر عهد مبارك «النسر المصري شق السما».. راحت تُروّج لـ«أحلام الرئيس»، تدعم رؤيته، تتبنى فكره، تتنافس على إرضائه بـ«الحق والباطل».. لا مكان لمعارض.. الاتهامات مُعلبة وجاهزة للتوزيع على كل مَنْ يُفكر في انتقاد الرئيس.. وهل يخطئ السيسي يا رجل؟!
(5)
فلتكن عاصمة جديدة.. الفكرة حلوة، لكن الوقت صعب.. ورئيس الوزراء شريف إسماعيل «قفلها في وشِّنا» عندما أخبرنا أن الحكومة تسعى لجمع 4 مليارات دولار قبل نهاية 2015.. يعني إحنا «مزنوقين» يا ريس، وكان من الممكن تأجيل هذا المشروع إلى أن تكون لدينا «خميرة» لإنشاء مدينة مثل دبي، أو أبو ظبي.
قناة السويس الجديدة مشروع عظيم، وقطع لسان مَنْ يقول غير ذلك.. لكن فقد قيمته.. كانت تكلفته باهظة.. السفن العابرة للقناة يوميًا لم تزد عما كانت عليه من قبل.. هناك تباطؤ في الاقتصاد العالمي، لا شك في ذلك.. البضائع المنقولة عبر القناة في انخفاض طفيف.. الأجواء المضطربة التي تشهدها المنطقة العربية ربما تقلِّص مرور السفن في المجرى الملاحي.. العائد المنتظر من المشروع لن يتأتى قبل سنوات.. التاجر الشاطر يدرس السوق وتقلباتها ويحدد أولوياته قبل أن يغامر بأموال غيره.
(6)
التنمية مطلوبة - لا شك - لكن ما جدوى «العاصمة الجديدة»، ولماذا العجلة في تنفيذها والشعب «مطحون»، والديون الداخلية والخارجية «متلتلة»؟.. ثم أليس لدينا مئات المدن وآلاف القرى كانت أولى بهذه التنمية؟
الخروج من الوادي الضيق إلى آفاق الصحراء الشاسعة المترامية مطلوب؛ للقضاء على الكثافة السكانية، خاصة في القاهرة، وتحقيق طفرة صناعية وتنموية هائلة.. جميل.. هل يحقق المشروع الجديد هذه الأمنيات؟.. هل يحل أزمة المرور في قاهرة المعز؟.. هل تمنع الهجرة من القرى للبحث عن لقمة العيش في مدينة جوهر الصقلي؟
(7)
مدينة «السادات» - عليها رحمة الله - كانت مصممة لتكون امتدادًا للعاصمة القاهرية، وكان من المقرر نقل كثير من الوزارات والمؤسسات والأجهزة الإدارية إليها؛ لحل مشاكل الزحام والمرور والكثافة السكانية.. لكن مات صاحب المشروع.. والمقاول الجديد لا يريد البناء على «أساس» بناه غيره!
(4)
وسائل الإعلام الخاصة قبل القومية - إلا القليل - فقدت توازنها.. أعادتنا إلى سنوات النفاق والتملق أواخر عهد مبارك «النسر المصري شق السما».. راحت تُروّج لـ«أحلام الرئيس»، تدعم رؤيته، تتبنى فكره، تتنافس على إرضائه بـ«الحق والباطل».. لا مكان لمعارض.. الاتهامات مُعلبة وجاهزة للتوزيع على كل مَنْ يُفكر في انتقاد الرئيس.. وهل يخطئ السيسي يا رجل؟!
(5)
فلتكن عاصمة جديدة.. الفكرة حلوة، لكن الوقت صعب.. ورئيس الوزراء شريف إسماعيل «قفلها في وشِّنا» عندما أخبرنا أن الحكومة تسعى لجمع 4 مليارات دولار قبل نهاية 2015.. يعني إحنا «مزنوقين» يا ريس، وكان من الممكن تأجيل هذا المشروع إلى أن تكون لدينا «خميرة» لإنشاء مدينة مثل دبي، أو أبو ظبي.
قناة السويس الجديدة مشروع عظيم، وقطع لسان مَنْ يقول غير ذلك.. لكن فقد قيمته.. كانت تكلفته باهظة.. السفن العابرة للقناة يوميًا لم تزد عما كانت عليه من قبل.. هناك تباطؤ في الاقتصاد العالمي، لا شك في ذلك.. البضائع المنقولة عبر القناة في انخفاض طفيف.. الأجواء المضطربة التي تشهدها المنطقة العربية ربما تقلِّص مرور السفن في المجرى الملاحي.. العائد المنتظر من المشروع لن يتأتى قبل سنوات.. التاجر الشاطر يدرس السوق وتقلباتها ويحدد أولوياته قبل أن يغامر بأموال غيره.
(6)
التنمية مطلوبة - لا شك - لكن ما جدوى «العاصمة الجديدة»، ولماذا العجلة في تنفيذها والشعب «مطحون»، والديون الداخلية والخارجية «متلتلة»؟.. ثم أليس لدينا مئات المدن وآلاف القرى كانت أولى بهذه التنمية؟
الخروج من الوادي الضيق إلى آفاق الصحراء الشاسعة المترامية مطلوب؛ للقضاء على الكثافة السكانية، خاصة في القاهرة، وتحقيق طفرة صناعية وتنموية هائلة.. جميل.. هل يحقق المشروع الجديد هذه الأمنيات؟.. هل يحل أزمة المرور في قاهرة المعز؟.. هل تمنع الهجرة من القرى للبحث عن لقمة العيش في مدينة جوهر الصقلي؟
(7)
مدينة «السادات» - عليها رحمة الله - كانت مصممة لتكون امتدادًا للعاصمة القاهرية، وكان من المقرر نقل كثير من الوزارات والمؤسسات والأجهزة الإدارية إليها؛ لحل مشاكل الزحام والمرور والكثافة السكانية.. لكن مات صاحب المشروع.. والمقاول الجديد لا يريد البناء على «أساس» بناه غيره!