رئيس التحرير
عصام كامل

لأن الفقاقيع تخشى «الطرقعة»!


غريب موقع "دوتش فيلة". على أبواب انتخابات في مصر، بدت فيها أحزاب يناير ساقطة بالثلاثة، قبل أيام من بدء التصويت، خصص الموقع تحقيقا من العيار الثقيل لحملة "افضحوهم".


مين "افضحوهم"؟
مجموعة شباب من مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى، ومدمنى "الثورة "، أسسوا حملة إلكترونية، قالوا الهدف منها قطع الطريق على رجال مبارك والإخوان من الوصول إلى كرسى البرلمان.

 الصحفيون في دويتش فيلة محترفون، لكن يبدو أن ضمائرهم ليست خالصة، ومجهوداتهم ليست لوجه رب كريم. أغلب وسائل الإعلام والصحافة الغربية للآن ليست ضمائرهم خالصة أيضا.. ولا مجهوداتهم لوجه رب كريم.

النبرة السائدة لدى وسائل إعلام غربية كثيرة أن الثورة "سرقها" الإخوان و"بواقى نظام مبارك ". هناك اتجاه لتعميم هذا المفهوم لدى الرأى العام الغربى، وفى الأوساط "الثورية" في مصر حتى الآن، تمهيدا لما سوف يظهر بعد الانتخابات. هناك رغبة شديدة في الايحاء بأن الميزان مال لغير أحزاب ورموز ما بعد يناير في الانتخابات، بفعل فاعل..وهو كلام غير صحيح.

في الانتخابات، ستُمنى أحزاب "مابعد يناير"، وسياسيو ما بعد يناير، بسقوط مدوٍ.

المؤشرات واضحة، والشواهد ظاهرة اليوم، قبل غدا. الانتخابات هذه المرة من نوع خاص ومناخ خاص. حتى أنت تلاحظ أن "الجو ليس جوا انتخابيا"، الأجواء تبدو غريبة على الشارع وعلى الناخب. الصراع يبدو محسوما، لتشكيلات وتكتلات وتحالفات ليس من بينها اإا القليل من "سياسيى يناير" وأحزاب الثورة.

صحيح الخريطة تغيرت، لكن حتى بعد تغيرها لا يبدو لمن قالوا إنهم "ثورة "، فاستخرجوا " كارنيهات ثورة " لوحوا بها في الشارع، وعلى شاشات الفضائيات، فصدعونا، وأرهبونا، وخونونا.. لم يبد أن لهم مكانا.

أغلب الإعلام الأوربي يريد أن يدلل بهذا الوضع على سرقة الثورة. يتماشى هذا الرأى مع آراء أخرى في مصر ترى أنه"بالفعل الثورة سُرقت". أكثر هذه الآراء لا تريد الالتفات إلى أن"موجة سياسيي" ما بعد يناير هي التي فشلت، وهى التي سقطت، وهى التي توقع منها الشارع أكثر مما كان يمكن أن تقدمه هي، فلفظها، وختم بشعار"مرفوض" أو "ساقط في كل الاختبارات" على أوراقها.

في دوائر إعلام غربية، وعلى نطاق واسع، يتداولون أن "رموز مبارك" وبقايا الإخوان سيسرقون الانتخابات أيضا، وهو كلام ليس في محله مرة أخرى.

لن يسرق أحد الانتخابات، لكن أحزاب ما بعد يناير هي التي فشلت، وهى التي تبين أنها كانت "فقاقيع صابون" تلهب العين، دون أن يكون لها وزن.. ولا شكل، بينما "شوية مية" تزيل أثر الصابون.

كما الإعلام الأوربى، يساوى شباب"افضحوهم" بين من يسمونهم"رموز مبارك" وبين جماعة الإخوان، وأعضاء التيارات الدينية.

حتى لو سلمنا بتلك التسميات، وتلك التقسيمات مجازا، لا تصح المساواة بين من تمنطق بالسلاح، وزرع القنابل، وفجر محطات الأتوبيس، وتترس بالأهالي في سيناء.. وبين أي نظام سياسي ورد على مصر..حتى ولو كان نظام مبارك.
نظام مبارك، ما زال "البعبع" الذي يحمله مجموعات من "الفقاقيع"..المسئولية عن "طرقعة بلالين الصابون" !!
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية