رئيس التحرير
عصام كامل

عن شرعية التزوير: هي ثورة وللا ما ثوراش؟


رأيت فيما يرى النائم فى مية البطيخ أن الشعب قال نعم للدين.. الجيش.. الاستقرار.. أى بتاع فى استفتاء مارس، ثم عاد وقال نعم فى انتخابات مجلس الشعب، ثم عاد ثلاثة أو أربعة منه ممثلين عن بقيته، وقالوا نعم فى انتخابات الشورى، ثم عاد وقال نعم فى الرئاسة، فالدستور.

وبالرغم من كل التناقضات التى شابت كل بقليلة من تلكم البقاليل على حدة، وبالرغم من أن نعم الأولى كانت تحت تهديد السلاح، ونعم الثانية كانت تحت تهديد محمد محمود، والرابعة تحت تهديد "ما عادتش تفرق"، والخامسة تحت تهديد الشفيق، وأخيرا السادسة تحت تهديد إن كان عاجبك.

ما بال أقوام قالوا -منذ نعم الأولى- إن الصناديق مسار ثورى وأن السياسة يمكن أن توظف فى خدمة الثورة، وكلما جاءتهم الصناديق بما لا تشتهى أنفسهم قالوا الثورة مستمرة ونلتقى فى صندوق آخر؟

يا عافاكم الله: لا سياسة فى الثورة، وليس للسياسى من الثورة إلا أن ينتظر فيراقب فيستمع لعله يتعلم شيئا من أخلاق الثورة حتى إذا آتت أكلها وتقدم الصفوف ليستلم دوره فى "مسيرة البناء"، انتفع بها اتخذ منها مبدأ.

إنما تقوللى الانتخابات.. الصناديق.. مسار ثوري؟ منين يعني؟ يا عزيزى لو كانت الانتخابات مسارا ثوريا أو أداة تغيير.. لما احتجنا ثورة أصلا. فالثورة لا تبدأ إلا بعد انسداد المواسير السياسية.

وأى انتخابات أو صناديق هى دعم للنظام القائم التى لم تنجح الثورة إلا فى إسقاط رأسه، وجاءت الانتخابات المتعاقبة لتجدد شبابه بمن كانوا - أصلا - جزءا منه.

لسه ما وضحتش؟

كان ينبغى أن تتضح فى إصدار العسكر إعلانا دستوريا يخيرنا بين استبداد قصير الأجل واستبداد طويل الأجل، ثم يستبدل الخيارين بخيار ثالث تحت مسمى الشرعية الثورية، كان ينبغى أن تتضح عندما أعلن البرلمان إسقاط الشرعية الثورية ثم استغاث بها حين حُل بالشرعية القانونية، كان ينبغى أن تتضح حينما لعب مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية الكورة الشراب بالشرعية الثورية والقانونية وكل شرعية سمع الناس بها، كان ينبغى أن تتضح عندما تكتشف ثورتنا أنها لم تحكم قط، وأنها منذ التنحى إلى الآن ظلت ترفع المطالب، وأن - والله العظيم يا إخواننا - مفيش ثورة بترفع مطالب.

هى ثورة وللا ما ثوراش؟

الخيار لك، إن كنت لم تكتشف بعد أن الصندوق طبل أجوف، وأن النتائج فى كل مرة توضع بليل فى مكان ما بعيد عن أى لجنة، وأنك بتحط صوتك فى مكنة الصندوق العجيبة بـ"لا" فيطلع من الناحية الثانية "نعم".

ولا زلت - يا للعجب - مستنيها تطلع قماش!

هى ثورة وللا ما ثوراش؟

هى لحد دلوقتى ما ثوراش، بس لو عايزها ثورة، هتطلع قماش.
الجريدة الرسمية