رئيس التحرير
عصام كامل

أدباء رفضوا جوائز الحكومات.. 41 هنديا يترفعون عن التكريم بسبب التعصب.. «صنع الله إبراهيم» يعتذر عن جائزة مبارك.. إسباني يحرج العرب ويرفض أموال القذافي.. والعقاد رفع شعار «الكرامة أهم من

 صنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم

في زمن أجهض فيه كل فكر حر، وأصيب المثقفون بكف البصر والبصيرة، تقوقع بعضهم، وآثر السلامة، وهادن كثرتهم عن خوف، وعارض آخرون في صمت، وفي صخب أحيانا، ومنهم من التزم المعارضة عن بعد، اغتربوا عن أنفسهم ومن ثم عن مجتمعهم.


تطويع الفكر
في مجتمعات تحول المثقف إلى أداة في يدي السلطة، يأتمر بأمرها، ويوجه فكره، إن كان يمتلك فكرا، لخدمتها، يطوع فكره للتكيف مع الواقع، والتعامل مع الممكن، افتقدنا من يقول "لا يحل لك"، من يرفض أن يرتمي في أحضان الحتمية، ويلتزم بمبادئه، يصرخ في وجه الظلم والاستبداد رافضا بيع كرامته بـ"حفنة فلوس"، نظير جائزة أو تكريم.

التعصب
مؤخرا رفض العشرات من الكتاب أعلى تكريم أدبي في الهند، احتجاجا على ما يسمونه تنامي مناخ التعصب في البلاد، منذ تولي حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي مقاليد السلطة.

وقال 41 روائيا وكاتب مقالات وكاتبا مسرحيا وشاعرا، إنهم لم يعودوا قادرين على البقاء صامتين إزاء العديد من حوادث العنف الطائفي أو الهجمات على المثقفين في جميع أنحاء البلاد خلال العام الماضي.

صنع الله إبراهيم
موقف أدباء الهند أعاد للأذهان ما فعله الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، عندما رفض جائزة الدولة التقديرية عام 2003 في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.

وقال إبراهيم في خطاب رفضه للجائزة: "كل ما أستطيعه هو أن أشكر مرة أخرى أساتذتي الأجلاء الذين شرفوني باختيارى للجائزة، وأعلن اعتذاري عن عدم قبولها، لأنها صادرة عن حكومة لا تملك، في نظري، مصداقية منحها، وشكرا".

موقف صنع الله إبراهيم في اللحظة التي بدأ فيها النظام شامل السيطرة والغرور، قوبل بالتصفيق الحار من قبل حضور المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وانحنى له كبار المثقفين، ولم يستطع أحد انتقاده إلا في جلسات النميمة.

نوبل أيضا مرفوضة
الأديب والشاعر الروسي برويس باسترناك، رفض جائزة نوبل للآداب، عن روايته "الدكتور زيفاجو" التي وجهت انتقادا حادا للنظام الشيوعي في روسيا، لكن "باسترناك" الذي منعت روايته من النشر في الاتحاد السوفييتي، اضطر لرفض الجائزة بسبب قبضة الحكم الشيوعي.

جان بول سارتر
في عام 1964، أعلن اسم الفيلسوف الفرنسي سارتر، فائزا بجائزة نوبل في الآداب، لكن رد "سارتر" كان صادما قاطعا: "أرفض الجائزة بلا شك، لكن علي أن أفسر أسباب رفضي للصحافة السويدية".. لكنه لم يفسر قط أسباب رفضه، حسب دارسين لفلسفته، فإن "سارتر" كان يعتبر هذه الجائزة "قبلة الموت"، وأنه كان يخشى أن يتم تكريسه من قبل الجائزة.

جائزة القذافي
الكاتب الإسباني خوان‮ ‬جويتسولو، أحرج المثقفين العرب، عندما رفض جائزة "القذافي العالمي للأدب"، احتجاجا على انتهاك حقوق الإنسان في ليبيا، قائلا: "إن رفضي للجائزة التي يمولها نظام مثل نظام القذافي، هي بمثابة خطوة في اتجاه البحث الدائم عن التماشي مع مواقفي المناهضة للأنظمة الاستبدادية".

وأوضح الروائي الإسباني أسباب رفضه الجائزة في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة التحكيم ‬قائلًا‮: "‬إن المبلغ‮ ‬المالي مقدم من الجماهيرية العربية الليبية التي استولى فيها معمر القذافي على الحكم بانقلاب عسكري سنة‮ ‬1969".‮

وأضاف‮" خوان" ‬في رسالته‮: ‬أنا أعد بين قلة من الروائيين الأووبيين المهتمين بالثقافة العربية ـ الإسلامية،‮ ‬وقد دافعت قدر استطاعتي عن القضية الفلسطينية،‮ ‬وكنت حاضرًا‮ ‬على جبهات النضال من أجل الديمقراطية في العالم العربي،‮ ‬واستعادة شعوب المنطقة للحرية التي حرمت منها على نحو تعسفي،‮ ‬وبعد تردد قصير،‮ ‬ناقشت خلاله بيني وبين نفسي احتمالات قبول الجائزة أو رفضها،‮ ‬ولأسباب سياسية وأخلاقية،‮ ‬اتخذت الخيار الثاني‮.

العقاد
تختلف الروايات حول رفض عباس محمود العقاد جائزة الدولة التقديرية التي منحها له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.

فيما يؤكد البعض أن "العقاد" تسلم الجائزة، ولم يرفضها كما يتردد، وقيل إن بعض أعوان "عبد الناصر" أرادوا أن يظهر "العقاد" منحنيا وهو يصافح "عبد الناصر" يومها، فوضعوا أمام "عبد الناصر" منضدة عريضة بالشكل الذي يجعل "العقاد" ينحنى عند مصافحته للرئيس، لكنه لم ينحن.
الجريدة الرسمية