رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل كلمة شيخ الأزهر على الفضائية المصرية.. «الطيب»: الصهاينة استباحوا الأقصى بسبب انشغال العرب.. ويؤكد: كفانا بيانات شجب ولا بد من تحرك واقعي.. ويطالب بتفعيل دور الجامعة العربية في لم الش

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنَّ مجلس حكماء المسلمين - الذي يترأسه - تكوَّن من عامين تقريبًا، وهو يضم عددًا من عُلَماء الأمَّة وخُبَرائها من كل الدول العربية والإسلامية كماليزيا وإندونيسيا، بهدف المساهمة في كسرِ حدَّة الاضطراب التي سادت مجتمعاتٍ كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة، والحد من اتِّساع نِطاق استباحة حُرمة الأنفس والأعراض والأموال، وما يُحدِثُه كلُّ ذلك من آثارٍ نفسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة تَفُتُّ في عَضُدِ الأمَّة بما يُنذِر بتفتُّتها والإمعان في تقسيمها.


وقال في حديثه الأسبوعي، الذي سيذاع غدًا الجمعة على الفضائيَّة المصرية، عقب نشرة الثانية ظهرا: "إن المنطقة تمر بظروف غاية في الصعوبة وفقدان السلام، والمجلس أنشئ لنشر السلام في العالم، وكان له أكثر من اجتماع دوري، أحدهم عقد في قلب أوربا في فلورنسا، وتكلمنا فيه عن السلام وما تتميز به شعوبنا من حضارة، وأنهم يستحقون العيش في سلام وأمان كما تعيش الشعوب الأوربية والشعب الأمريكي والياباني والروسي، وكان لنا صوت في مجلس اللوردات بلندن".

وأضاف: "في الأسبوع القادم سنعقد محاضرة في البرلمان الإيطالي حول مسألة السلام"، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأخير لمجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الأردنية عمان في يوم 8 أكتوبر الجاري، ناقش الممارسات العدوانية الهمجية ضد الأقصى من الكيان الصهيوني.

انتهاكات الصهاينة
وأوضح الإمام الأكبر، أن الكيان الصهيوني استغل انشغال بعض البلدان العربية بما يحدث فيها من اضطرابات داخلية ومواجهات، وبدأ يتوسع في احتلال المسجد الأقصى، وقسمه زمانيا، والآن يريد تقسيمه مكانيا، بحيث يكون هناك مكان دائم لليهود وآخر للمسلمين.

وتابع: اجتمعنا وعبرنا عن صوت المسلمين جميعا في العالم، بأن هذا التصرف الهمجي مرفوض، وأن على الكيان الصهيوني ألا يعتقد أن انشغال العالم العربي ببعض القضايا الأخرى قد ينسيه المسجد الأقصى وحرمته في قلب كل مسلم، وهم واهمون إن ظنوا هذا، وعليهم أن يعلموا أن بيت المقدس في قلب كل مسلم من المليار ونصف مسلم في العالم.

واستطرد: إن مجلس حكماء المسلمين أكد خلال الاجتماع، أن الاعتداءات والانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في باحات المسجد الأقصى "الحرم الشريف"، وبالأخص الممارسات العدوانية التي يقوم بها جنود الاحتلال منذ 23 أغسطس الماضي، تعد انتهاكًا واضحًا للقيم الإنسانية والمبادئ الدينية، بل تعد كذلك انتهاكًا صريحًا لمبادئ القانون الدولي وكل القرارات الدولية، فضلًا عن كونها تعديًا مفضوحًا ضد حرية أداء الشعائر التعبدية التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة القرار رقم (217) لعام 1948.

خطة التهويد
ولفت إلى أن جميع هذه الممارسات والعمليات الإجرامية وعمليات الحفر التي تجرى على قدم وساق أسفل وفي محيط المسجد الأقصى "الحرم الشريف"، في ظل تسويق خرافة الهيكل المزعوم، هي جزء من خطة التهويد، التي بدأ التخطيط لها منذ زمن بعيد، التي اتضحت معالمها من خلال إجراءات انتزاع ملكية أكبر مساحة ممكنة من أراضي السكان الفلسطينيين؛ لخلق وضع جديد من الجغرافيا السياسية لمدينة القدس، وكذا من خلال بناء المستوطنات اليهودية، وإجلاء السكان الأصليين لفرض واقع ديموغرافي جديد، وإحداث خلخلة سكانية في القدس بشقيها لتكون الأكثرية فيها للمحتلين اليهود بحماية جيش الاحتلال، وهم بذلك يريدون أن يغيروا تركيبة السكان وجغرافية القدس الشريف، وإن شاء الله لن يتم لهم ذلك، ونحن ناشدنا العالم الحر والمؤسسات الإسلامية والعربية أن يكون لها موقف موحد.

الجامعة العربية
وأضاف الإمام الأكبر: "مشكلتنا أننا متفرقون، وأن الكيان الصهيوني كيان متحد ومتفق، وكفانا شجبا ورفضا واجتماعات لا ينتج عنها إلا بيانات لا يعبأ بها الكيان الصهيوني، وعلى الجامعة العربية أن تعمل على لَمِّ الشمل الفلسطيني، وأن تضع هذه المشكلة نصب أعينها، وتتفرغ تماما حتى تعود فلسطين كيانا متحدا في مواجهة الكيان الصهيوني، كما يجب على منظمة التعاون الإسلامي أن تبادر لبحث الوحدة بين العالم الإسلامي"، مؤكدًا ضرورة توحد العالم العربي، والاقتداء بالاتحاد الأوربي الذي تستقل فيه كل دولة بحاكمها ونظامها وتتنوع دياناتها وثقافاتها، بخلاف العرب فعندهم من وسائل الوحدة ربما أكثر بكثير من أي اتحاد، فعندنا لغة واحدة، ودين واحد، وجنس عربي واحد، وثقافة واحدة، فلماذا لا نتحد؟!، هذا شيء عجيب ومحزن.

مجلس الحكماء
وأوضح أن اجتماع مجلس الحكماء بالأردن، ركز على أهمية وحدة الصف العربي والعالم الإسلامي، مشددًا على أن الوحدة لا تعني أن يكون للكل حاكم واحد، فهذا لا يمكن أن يتحقق الآن، وإنما يكون هناك هدف موحد متفق عليه من الجميع، مؤكدًا أنه آن الأوان لأن تكون وحدة العالم العربي هي الهم الأول والأخير لجامعة الدول العربية، وكذلك يجب لَمُّ الشمل الإسلامي بحيث يكون ذلك هو الهم الأكبر لمنظمة التعاون الإسلامي، لافتا إلى أن بيانات الشجب والرفض أصبحت روتينية، فإلى متى يصدر من جانبنا كلام وبيانات، ومن الجانب الصهيوني عمل على الأرض وتغيير لجغرافيا المكان وتركيبة السكان، واستيلاء على مسجد من أهم وأقدس مساجد المسلمين.

واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه قائلا: "نريد مرحلة جديدة بعيدة عن بيانات الإدانة والاستنكار، ونسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا فيها إلى لمِّ شمل الأمة، أمة الرحمة والسلام".
الجريدة الرسمية