رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات ولا ميضة؟!


مشاعر القلق والتوجس من عودة الذقون الإرهابية إلى مجلس النواب، يحكمون ويشرعون ويقررون ويتقافزون، كما كان الحال في مجلس نواب الكتاتني، لم تأت في الحقيقة من فراغ، بل يعكس الفراغ السائد حاليا، رغم الضحيج الصامت للافتات الانتخابية الضخمة على الكباري والمحاور والطرق الصحراوية والزراعية والفضائية، عدم شعور بالثقة في أن الفيلم القادم سيلقى جمهوره المناسب!


على نحو أدق وأفصح، فإن الناس عامة الذين سيذهبون إلى الانتخابات، المفروض يعني، هم أنفسهم الناس الذين نخشى ألا يذهبوا للقيام بالتفويض الوطني الثالث للعملية السياسية في مصر، ومن ثم يتركون الصناديق للصوص الدين والدنيا، ورثة الإرهاب، والوجه الناعم لداعش، في نسخته التسويقية الحالية.

عن السلفية التحنيطية أتحدث!

أجواء محبطة، وسحب من دخان التشكيك الأسود، وضربات تحت الحزام بين الأحزاب والمجموعات المدنية، وعدم حضور واضح لإعلام يحرض ويستنفر جماهير الإنقاذ في الثلاثين من يونيو، وهذا كله سيعمل لصالح ورثة الدواعش ونسلهم النجيب، وعندئذ، سنبكي دما بدلا من الدموع!

شيء من الاسترخاء موجود، جو من أجواء الموالد يسود، روائح فتة باللحم المسلوق والثوم والخل، تخدر العقول وتوقظ العجول، وشيء من من الذهول يحيط بنا عن شخير عام في لجنة شئون الأحزاب، التي سكتت سكوت الموتى عن ضلوع حزب ديني في عملية سياسية، ما يعد خرقا نافذا للدستور!

حسنا، لو استمر الوضع، وحلت تذاكر الزيت والسكر والأرز محل الهمة الوطنية، ولو جمعت لنا الصناديق أصوات الإخوة والأخوات، فلسوف تسود مقاعد مجلس النواب بملابس وسترات سوداء، وجوه عليها غبرة، ولسوف تزدحم قنوات التليفزيون، بالعائدين من قبور القرون، يحللون إفراج الرضع من الإناث، ويحرمون الحب والرقة والحنان!

السلفيون يحللون لك أن تكون - عفوا - ديوثا، تخشى على روحك، بينما تتعرض زوجتك للاغتصاب، تحت ناظريك.. إسلامهم يقطع بأن حفظ النفس مقدم على حفظ الشرف والأعراض!

ثمة شعور بالتقاعس لدى الناس، وهذا هو المرعب في المشهد الحالي، بل إن الناس قد تلتبس عليها الأسماء والقوائم، خاصة بعد عملية التجميل السياسي والديني التي أجراها حزب البلاكمة، السلفي، لخداع الجماهير، ودفعهم للتصويت لرجالهم الذين خرجوا من الجلباب الأفغاني واللحية الكهفية، ودخلوا في البدل والكرافتات والبرفانات، وعرض أحدث خطوط الرقة والعذوبة في سوق سرقة الكحل من العين!

المطلوب الآن وفورا، حث الناس وفق خطة إعلامية عاجلة على درء التتار قبل غزو الصناديق، والمطلوب على وجه السرعة، التعريف بأن البقاء في البيوت، والاعتماد على أن المجلس سوف يخلو من الإخوان، سوف يعني بالضرورة عودة الإرهاب إلى التحكم في مصير الوطن.. سوف نندم أشد الندم، لو استوطن السلفيون الدواعش، مقاعد التشريع، وفتحوا الباب واسعا للجماعات السلفية المتشددة، التي ترى، حتى مرسي وبديع، كفارا!

مجلس النواب القادم، صورة لمصر أو مستوطنة للإرهاب!
الجريدة الرسمية