الإمارات تدعم الدول العربية في محاربة الإرهاب.. «الجابر»: التحالف العربي نجح في تحقيق ثلاثة مكاسب رئيسية باليمن.. 10% من تجارة العالم تمر من باب المندب.. وأمن أي دولة بالمنطقة جزء من استقرار
قال الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتى في بيان صحفى، إن الانتصارات التي يحققها التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة برهنت على صوابية قرار الاستجابة لنداء الحكومة اليمنية الشرعية لإنقاذ الشعب اليمني من ميليشيا الحوثي وانقلابيي الرئيس المخلوع على عبد الله صالح الذين اعتقدوا لوهلة أن بإمكانهم فرض أجندتهم قصيرة النظر مستعينين بالدعم الخارجي.
وأضاف «الجابر» أن عاصفة الحزم تصدت بقوة وشجاعة للخطط والنوايا التدميرية والأطماع التأمرية للانقلابيين الذين يعملون لتدمير المنطقة وزعزعة استقرارها.
ثلاث مكاسب
وأكد وزير الدولة الإماراتى، أن التحالف العربي نجح في تحقيق ثلاثة مكاسب مهمة تمثلت في تحرير عدن، واستعادة السيطرة على مأرب، فضلًا عن تحرير باب المندب الذي كان إنجازًا عسكريًا متميزًا بحد ذاته حيث تمت السيطرة عليه في ست ساعات فقط، بما يعكس قدرات وإمكانيات القوات المسلحة للتحالف.
وأشار «الجابري»، إلى أنه تم تأمين الأراضي المطلة على مضيق باب المندب، هذا الممر الملاحي الإستراتيجي الذي يبلغ عرضه 16 ميلًا والذي يربط المحيط الهندي وبحر العرب جنوبًا بالبحر الأحمر وقناة السويس شمالًا، وتتجلى أهمية هذا الإنجاز من خلال ما يمثله المضيق من أهمية إستراتيجية وعسكرية واقتصادية كبيرة ليس لليمن فقط بل للمنطقة والعالمككل.
بوابة إستراتيجية
وأوضح وزير الدولة الإماراتى، أنه من الناحية العسكرية يشكل باب المندب بوابة إستراتيجية بالغة الأهمية لوصول الإمدادات إلى المتمردين، حيث حاولت إيران مرارًا شحن الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين عبر هذا الممر البحري، وأرسلت في مايو الماضي اثنتين من المدمرات البحرية إلى مدخل المضيق.
وأكد «الجابري»، أنه من الناحية الاقتصادية، فالسيطرة على باب المندب تتيح إمكانية التأثير على واحد من أهم الطرق التجارية البحرية في العالم، حيث يمر نحو10% من إجمالي التجارة العالمية عبر "عنق الزجاجة"، هذا الذي يشكل أقصر طريق بحرية لتبادل مختلف أنواع البضائع والسلع بين أوربا وآسيا، فضلًا عن كونه ممرًا أساسيًا لعبور النفط من الخليج العربي إلى أوربا وأمريكا الشمالية.
عبور السفن
وأضاف وزير الدولة الإماراتى، أن عدد السفن التي عبرت المضيق عام 2014 يقدر بـ12 ألف سفينة حاملة مختلف أنواع البضائع التي يقدر وزنها الإجمالي بنحو 600 ألف طن، وبالتالي فإن تحرير باب المندب لا يشكل فقط انتصارًا عسكريًا لصالح الشعب اليمني، وإنما يشكل خطوة كبيرة نحو استعادة الأمن والاستقرار لحركة الملاحة التجارية العالمية، يضاف إلى ذلك أن تزعزع الاستقرار في منطقة باب المندب له آثار سلبية شديدة تكاد تكون خانقة للاقتصاد اليمني الذي كان في الأساس يكافح جاهدًا لتحقيق النمو قبل النزاع الحالي.
وأشار «الجابري»، إلى أن تهديد أمن وسلامة الشحن البحري في مضيق باب المندب أدي إلى زيادة رسوم التأمين على السفن والبضائع المنقولة عبره، لاسيما وأن أي تعطيل أو إغلاق لهذا الممر سيجعل السفن تضطر إلى الالتفاف عشرة آلاف ميل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة أفريقيا.
تحرير المضيق
وأوضح وزير الدولة الإماراتى، أن تحرير باب المندب جاء في التوقيت المناسب إذ لو ترك الأمر كما كان عليه لاستمرت التعزيزات بالوصول إلى المتمردين وهو ما كان سيتيح لهم إمكانية إغلاق المضيق والتسبب بخسائر كبيرة للاقتصاد اليمني الذي كان شعب اليمن الشقيق يبذل جهودًا كبيرة لتطويره وتعزيزه، ولكانت صعوبة التعامل مع الوضع قد ازدادت، خاصة في ظل التوترات والاضطرابات والفوضى وانتشار الجماعات الإرهابية في ظل حالة الاقتتال التي تشهدها العديد من الدول العربية، ما كان سيمس بالأمن الوطني والمصالح الإستراتيجية لكافة دول المنطقة.
استقرار الدول
وأكد «الجابري»، إن دولة الإمارات تؤمن بأن أمن واستقرار أي دولة عربية هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول الخليج العربي، وبالتالي فعندما ندعم الإرادة الحرة للشعب اليمني، فإننا نقف مع أنفسنا وندفع عن بلداننا وشعوبنا خطر العدوان والفوضى والإرهاب، وقبل أن تزج ميليشيا الحوثي باليمن في حرب قاسية وغير ضرورية، كان الشعب اليمني قد شرع في مسار طموح في ظل حكومة وحدة وطنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي يهدف إلى تقاسم السلطة على نحو متوازن بين ستة أقاليم محلية.
وأضاف وزير الدولة الإماراتى، أنه بعد سنوات من الركود الاقتصادي الناجم عن عدم الاستقرار، كانت أمام اليمن فرصة للبدء في بناء مستقبل أكثر إشراقًا، إلا أن جماعة الحوثي كانت المجموعة الوحيدة التي رفضت المشاركة في بناء مستقبل اليمن، بل آثرت الخلاف على التنمية، ومن خلال التسليح والدعم والتأثير الإيراني، فتحت ميليشيا الحوثي أبواب اليمن أمام قوى الإرهاب والظلام من تنظيمي داعش والقاعدة ليعيثا فسادًا وينشرا الإرهاب والتدمير في أراضي اليمن الشقيق.
تحقيق الانتصارات
وأوضح «الجابري»، إن إصرار وعزيمة القيادة في دولة الإمارات على تحقيق الانتصارات ومواجهة التحديات في أرض المعركة، قد ساهما بشكل كبير في تحفيز الجنود البواسل الذين قاتلوا بكل شجاعةٍ وإقدام متسلحينَ بإيمانهم بعدالة القضية التي يحاربون لأجلها والمتمثلة في دعم الشرعية اليمنية، وصد الأذى والعدوان عن شعب اليمن، وضمان الأمن والاستقرار اللازمين لاستمرار جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إنهاء الفوضى
وأكد وزير الدولة الإماراتى، باعتبارنا شريكًا أساسيًا في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستعادة الشرعية، فإن دولة الإمارات ملتزمة بالعمل من خلال التحالف على إنهاء حالة الفوضى واستعادة الاستقرار في اليمن، ويدرك كل من يزور المناطق المحررة في اليمن فرحة أبنائها بعد معاناتهم من قمع ميليشات المتمردين، حيث اندفع أبناء اليمن الأحرار إلى التطوع والانضمام إلى قوى الشرعية والمقاومة الشعبية من أجل استكمال تحرير كافة أراضي وطنهم.
وأضاف «الجابري»، أنه مع عودة عدن إلى سلطة الحكومة الشرعية، بدأ الدعم العمراني والأمني والإنساني والتنموي بالتدفق عبر مينائها ومطارها، وانطلقت المشاريع التنموية لترميم وصيانة مرافق البنية التحتية الأساسية، وقبل التحرير كانت المستشفيات غير قادرةعلى العمل نظرًا للحاجة الماسة إلى الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء، أما الآن، وبفضل الجهود الإغاثية الإماراتية والسعودية فقد تمت إضافة طاقة توليدية جديدةأسهمت في توفير الإنارة والكهرباء والاستجابة للحاجات الملحة.
وأشار وزير الدولة الإماراتى، إلى أنه قبل عودة الحكومة الشرعية، لم تكن المدارس تعمل في عدن، أما اليوم فقد أعيد بناء وترميم وصيانة أكثر من خمسين مدرسة، ويعد مشهد الأطفال اليمنيين وهم يساهمون في تنظيف هذه المدارس التي تمت صيانتها وتهيئتها لبدء الدراسة خير دليل على توقهم لمواصلة اكتساب العلم، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
مواجهة الإرهاب
وأكد «الجابري»، أنه من منطلق التزام دولة الإمارات بمبادئ وقيم الخير والحق والتسامح والوقوف بوجه التطرف والإرهاب والأفكار التكفيرية الهدامة، وانطلاقًا من تمسكها بدعم ومساعدة الأشقاء، وإيمانًا بأهمية التعاون الوثيق مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فإننا عازمون على المشاركة في التصدي لكل ما يمكن أن يهدد الأمن الإقليمي لدول المنطقة، وسنستمر في العمل على تمكين المجتمع اليمني ومساعدته على بناء مستقبله بعيدًا عن الحروب والصراعات المفتعلة بسبب التدخلات خارجية، وبما يفسح المجال للتركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأهيل وتطوير قدرات الموارد البشرية اليمنية، ولا شك بأن الشعب اليمني الشقيق وكافة شعوب المنطقة يستحقون العيش في سلام واطمئنان ليعملوا على تحقيق النمو والازدهار وضمان مستقبل آمن ومستقر لأجيال الغد.