رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس مؤتمر الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة: 5٪ من الشعب المصري مصاب بهذا المرض.. جراحة تحويل المعدة علاج يقضي على «السكر».. و«عباس»: تمتعها بأربع مميزات هو السبب في انتشارها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تحتل جراحات تحويل مسار المعدة المركز الأول لعلاج السكر لعام ٢٠١٦، نظرا لقدرتها على شفاء المرضى تماما بنسبة ٨٠٪، مما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة.


ومن تلك المضاعفات الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب، كما أن هذه الجراحات تجنب المرضى معظم الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة الأخرى.

مفاهيم خاطئة
وأوضح الدكتور خالد جودت، أستاذ الجراحة بطب عين شمس، ورئيس مؤتمر الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، المنعقد اليوم الثلاثاء، أن هناك مفاهيم خاطئة حول عملية تحويل المعدة، من بينها ارتباطها بالقيء والإسهال، وعدم الامتصاص وأنه لا يمكن إلغاؤها.

وأكد «جودت»، أن جراحة تحويل المعدة لا يعانى صاحبها من مشاكل في تناول الطعام أو القيء، ولا يوجد إسهال ويمتص جسم المريض كل ما يتناوله من غذاء وسعرات حرارية باستثناء بعض الفيتامينات التي يقل إمتصاصها ولذلك يتم تناول بعض الفيتامينات بالفم بعد الجراحة.

وأضاف أستاذ الجراحة بطب عين شمس، أن تحويل المعدة ليست مثل التكميم حيث يتم إستئصال ٩٠٪ منها، وبالتالى يمكن إلغاء عملية التحويل بالكامل، مشيرًا إلى أن هناك طرق لإلغاء جراحات المعدة المختلفة بالمنظار بما في ذلك الجراحة الأولى التي تمت بالفتح الجراحى بدون منظار.

تطور كبير
وأوضح «جودت»، أن جراحة تحويل المعده شهدت تطورًا كبيرًا جعلها أكثر فاعلية، وتضمن عدم العودة لزيادة الوزن مرة أخرى، ويشمل هذا التطور إجراء التحويل على معدة صغيرة جدًا، بالإضافة إلى تحويطها لمنع تمددها وزيادة الوزن في المستقبل، وترتب على هذا التطور نجاح كبير في خفض الوزن لـ٩٠٪ من الحالات بشكل ملحوظ.

وأضاف، رئيس المؤتمر، أن الأعوام الأخيرة شهدت تغييرا في بعض الجراحات، إلا أن عملية تحويل المعدة ما زالت الأفضل التي يتم إجراؤها بالعالم لأنها تعطي أفضل نتائج لخفض الوزن وتحقق أعلى نسب شفاء من السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول.

وأكد، مؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، أن المؤتمر هذا العام يعد الأكبر في تاريخ جراحات السمنة بالشرق الأوسط حيث يحضره 400 جراح من مصر والشرق الأوسط، ويتخلله ٢٠ جلسة، ويناقش خلاله أكثر من 120 بحثا في مجال جراحات السمنة يلقيها عدد من المتخصصين من جميع انحاء العالم، كما يشهد جلسات تعليميه متقدمة في مجال جراحات السمنة.


وأشار «جودت»، إلى حضور الرئيس الفخري للاتحاد العالمي لجراحات السمنة المفرطة، الدكتور نيكولا سكوبينارو، أستاذ جراحات السمنة المفرطة بجامعة جينوا بإيطاليا لعرض جراحة السمنة المشهورة في كل أنحاء العالم والخاصة به.

وقدم «سكوبينارو» محاضرة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعنوان «جراحات السمنة المفرطة صعود والجراحة العامة »، وتناول خلالها تاريخ جراحات السمنة في الستين عاما الأخيرة.

أهمية خاصة
وأضاف أستاذ الجراحة بطب عين شمس، بأن المؤتمر يأخذ أهمية خاصة هذا العام نظرا لأن السمنة المرضية المفرطة مصاب بها أكثر من 5٪ من الشعب المصري، كما يصيب مرض السكر ما يقرب من 20٪، وتعد جراحات السمنة هي العلاج الطبي الوحيد الذي يمكنه إعطاء شفاء دائم من المرضين.

وعن الترهلات التي تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن أعلن الدكتور خالد جودت، عن تكنيك جديد يتم إتباعه من خلال إجراء شد الجسم كله في جلسة واحدة بدلا من إجرائها على مراحل وجراحات متعددة.

وتابع رئيس المؤتمر بأن جراحات السمنة تجرى في مصر منذ ما يقرب من 20 عاما وكانت كلية طب عين شمس الرائدة في مجال جراحات السمنة في الشرق الأوسط، وقدمت عشرات من الأبحاث العالمية في مجال جراحات السمنة المفرطة في المؤتمرات والدوريات العلمية العالمية، لافتا إلى التطورات الكبيرة التي حدثت بتلك الجراحات، حيث أصبحت الآن تجرى غالبيتها بالمنظار، كما يتم أجراؤها لـ«آلاف» الحالات سنويا، وبالرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الحالات التي يتم إجرائها ما زال عددا كبيرا جدا لا يتم علاجه نظرا لعدم توعية المرضى بوجود الحلول.

وأشار «جودت»، إلى أن علاج مرض السكر من النوع الثاني باستخدام جراحات السمنة بدأ منذ 7سنوات، نظرا لأن جراحة تحويل المعدة لغير البدناء والمصابين بالسكر من النوع الثاني يعطي شفاء تام من مرض السكر في 80٪ من الحالات.

معاناة المرضى
ومن جانبه أوضح الدكتور هاني نصر، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والمشاركة في أعداد المؤتمر أن الاهتمام بتلك النوعية من الجراحات له أهمية كبيرة لرفع المعاناة عن مرضى السمنة المفرطة والذين يمثلون شريحة كبيرة جدا من الشعب المصري.

وأوضح الدكتور عصام عبد الجليل، رئيس قسم الجراحة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، أن المؤتمر يأتي تتويجًا لأعوام طويلة من العمل الشاق، مشيرًا إلى أن الهيئة تهتم بشكل خاص بهذا النوع من الجراحات، حيث يتم إجراء عدد كبير منه للمرضى سنويا بمستشفيات الهيئة وخاصة مستشفى أحمد ماهر التعليمي.

وأوضح الدكتور علاء، عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ٤ مميزات رئيسية وهي الفعالية العالية في إنقاص الوزن، ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن، ودرجة الأمان العالية، وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة، كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم.

مميزات الجراحة
وأشار «عباس»، إلى تميز جراحات تحويل مسار المعدة بقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة حيث أظهرت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين بمركز ويل كورنل بولاية نيويورك الأمريكية، أن جراحة تحويل المعدة تشفي من مرض السكر من النوع الثاني بنسبة ٩٢٪ أو على أقل تقدير تحسن من استجابتهم للعلاج الطبي وتجنبهم المضاعفات الخطيرة المحتملة لمرضى السكر كالفشل الكلوي وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.

وأظهرت الدراسة أن 92% من مرضى السكر قد استجابوا بشكل رائع للجراحة وان ما يقرب من 60% من المرضى قد شفوا تماما طوال فترة الدراسة التي استمرت ما يقرب من 7 سنوات بعد الجراحة.

وأكد أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس، أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الأمعاء في الإصابة بمرض السكر حيث تفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تؤثر في مستوى الإنسولين بالدم وبالتالي مستوى السكر بالدم وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثاني من الأمعاء مباشرة وتجنب مروره بالجزء الأول من الأمعاء ويؤدي هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للإنسولين والتي تفرز من النصف الثاني من الأمعاء، وفي ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للإنسولين التي تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة، وتحتاج لمرور الطعام عليها لكي تفرز.
الجريدة الرسمية