رئيس التحرير
عصام كامل

«انتفاضة السكاكين.. تحيي أمجاد المقاومة في فلسطين».. الشباب يفضح عجز الفصائل المسلحة.. وسائل إعلام إسرائيلية: نواجه جيلًا لا يهاب الموت وهو الأخطر على دولتنا.. و«الأقصى» قنبلة في و

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ارتفعت موجة الطعن بـ«السكين»، ما جعل الكثيرين يصفونها بـ«انتفاضة السكاكين»، في إطار مرحلة جديدة من عمل المقاومة التي يقودها الشباب الفلسطيني ضد هجمات الاحتلال الإسرائيلي.


وتأتي سبل المقاومة الجديدة التي انتهجها الشباب الفلسطيني بعدما يأسوا من قادة الفصائل المسلحة، والتي تراجعت عن دورها في الدفاع عن المقدسات في الأراضي المحتلة وانشغلت بصراعاتها على السلطة.

البداية
وجاءت انتفاضة «السكاكين» بعد الاقتحامات المتكررة لمجموعات إسرائيلية وأعضاء بالكنيست الإسرائيلي ينتمون لليمين المتطرف للمسجد الأقصى، وانطلقت الشرارات الأولى من القدس والضفة الغربية لتنتقل إلى غزة، وحتى إلى داخل إسرائيل.

ورصدت وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الخميس الماضي، 10 عمليات طعن بـ«السكين» ردًا على الانتهاكات والقرارات التعسفية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، الأمر الذي أثار معارضة إسرائيلية داخلية لطريقة تعامل «نتنياهو» مع الأحداث.

وذكرت وسائل إعلام أن عمليات الطعن التي نفذها الفلسطينيون منذ تفجر الوضع في الثالث من أكتوبر الجاري، وصلت إلى 18 عملية استشهد معظم منفذيها بالرصاص الحي.

أسلوب قديم
وانتفاضة أو حرب «السكاكين»، ليست أسوبًا جديدًا للمقاومة، فقد شهدتها الأراضي الفلسطينية خلال ثمانينات القرن الماضي، حين دشن الفدائي الفلسطيني خالد الجعيدي، من غزة وينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، في عام 1986، ما يمكن تسميته فعليا بـ«ثورة السكاكين»، حيث تمكن من قتل 3 صهاينة «حاييم عزران، وإبراهام أبوغوش، ويسرائيل كثرو» بعد أن طعنهم بالسكين، وأصاب المستوطن «شوبلي» بشلل، في عمليات متفرقة نفذها في سوق فراس والساحة وعسقولة بغزة، وعد حينها مفجر ثورة السكاكين في القطاع.

وبعد أسبوعين من مجزرة الأقصى التي وقعت في عام 1990، كرر الفدائي الفلسطيني عامر أبوسرحان، من العبيدية قرب بيت لحم، تجربة «أبو غوش» في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفس الفكر الذي يطبقه الشباب الفلسطيني اليوم في انتفاضته الثالثة ضد قوات الاحتلال، وتدنيسها المستمر لمدينة القدس والمسجد الأقصى الشريف.

عجز الفصائل
وانتفاضة أو حرب «السكاكين»، التي يخوضها الشباب الفلسطيني، أثبتت فشل الفصائل المسلحة وفي مقدمتها حركة «حماس»، وأن الشباب الفسلطيني هو الأكثر وطنية وقيمة في الدفاع عن المقدسات والأرض من الحركات التي انشغلت بالصراع على السلطة، بحسب مراقبين للشأن الفلسطيني.

ويرى المراقبون، أن عجز الفصائل الفلسطينية، عن الاقتصاص والدفاع عن اقتحامات المتطرفين اليهود المتكررة للمسجد الأقصى، شكل دافعًا رئيسيًا لجيل الشباب المتحمس لاتخاذ زمام المبادرة.

قلق إسرائيلي
وأوقعت انتفاضة السكاكين، حتى الآن 7 قتلى إسرائيليين ونحو 45 جريحًا، فيما استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي 30 فلسطينيًا وأصيب 1500 آخرون.

واتصل 25 ألف يهودي بطوارئ الشرطة خوفًا من عمليات طعن قد ينفذها شباب فلسطينيون، وفقا لصحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا رؤساء بلديات إسرائيلية اليهود لحمل أسلحتهم المرخصة، بينما حذر بعض الساسة من فكرة القصاص، وأجمع الإعلام الإسرائيلي على أن الدولة العبرية تواجه الآن جيلًا فلسطينيًا جديدًا لا يهاب الموت، وهو أخطر جيل في تاريخ «إسرائيل».

وبثت القناة الثانية الإسرائيلية تقريرًا عن تهافت الإسرائيليين على شراء الأسلحة الشخصية بهدف حماية أنفسهم بعد تصاعد العمليات الفلسطينية، واستعرض التقرير قيام إسرائيليين بشراء أسلحة، وأشار التقرير إلى التخوف الكبير الذي ينتاب الإسرائيليين من تعرضهم لعمليات طعن، ولفت إلى قيام الإسرائيليين بشراء الغازات المخدرة لاستخدامها في حال تعرضهم لهجوم، أو كانوا على مقربة من فلسطينيين ينوون تنفيذ عمليات طعن.

مستقبل نتنياهو
وانتفاضة «السكاكين» قد تؤدي لنهاية حكومة بنيامين نتنياهو، فزعيمة حزب الحركة تسيفي ليفني، اعتبرت دعوة رؤساء بلديات القدس وأسدود الإسرائيليين لحمل السلاح ما هي إلا تعبيرًا واضحًا عن فقدان سيطرة الحكومة ورئيسها على الأوضاع، في حين أن اليمين الإسرائيلي المتشدد دعا في شعارات رددها خلال تظاهرة على تردي الأوضاع الأمنية «نتنياهو» للرحيل.

وصرحت زعيمة حزب «ميرتس» اليساري المعارض زهافا غلؤون، قائلة، «المدن الإسرائيلية مشتعلة، وهناك عملية تتبع عملية، وذلك كله بسبب فشل نتنياهو في لعثور على الخطوط العريضة لمنع التصعيد وإيجاد الحل السلمي، محملة إياه المسئولية عن الوضع المزري الذي يعيشه الإسرائيليون».

وأكدت «غلؤون» أنه لا يوجد حل سحري للأوضاع، «فكلام نتنياهو عن حكومة ذات قاعدة عريضة بلا معارضة سخيف وهروب من المسئولية، والوضع الحالي ما هو إلا نتيجة الإهمال المتراكم من نتنياهو»، وطالبته بشكل مباشر بمنع اشتعال الأحداث بدلا من التفاخر بإخمادها بعد اشتعالها، فالحل الوحيد من وجهة نظرها هو تغيير مسار الأحداث بإيجاد اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، مؤكدة، أن على نتنياهو الاستقالة إن لم يكن قادرا على فعل ذلك.
الجريدة الرسمية