مفتي الجمهورية: الفتاوى الخاطئة وراء فرقة المسلمين
طالب الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، بضرورة تحلى الفقيه بالمعرفة الشاملة الجامعة بأدلة الأحكام الفقهية من الكتاب والسنة، وأن يكون ملمًا بعلوم القرآن والحديث، وكذلك مواضع اختلاف الفقهاء والأئمة.
وأشار إلى أنه يجب على الفقيه أن يكون ذهنه حاضرا ولديه خبرته العميقة بواقع الناس وأحوالهم وقدرته على التوصيف وإدراك الواقع والتميز بين الشخصيات سواء إن كان مدعيا أو مدعيا عليه، فإن لم يكن كذلك زاغ عن الحق.
وأوضح علام خلال المحاضرة التي ألقاها لــ 18 متدربًا من أعضاء هيئة تدريس الجامعات الإسلامية بدولة إندونيسيا، أن الله عز وجل حرم التساهل في أمر الفتوى لرفعة مكانها وشرف قدرها وعظم أمرها بين المسلمين، ولا يجوز أن يتولاها إلا عالم بكتاب الله وسنة نبيه، مخاطبا المستفتين: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».
وأشار مفتى الجمهورية، إلى أنه من أهم صفات الفقيه أو الذي يستصدر الحكم الشرعي في أمر ما أن يتحلى بالمعرفة الشاملة الجامعة بأدلة الأحكام الفقهية من الكتاب والسنة، وأن يكون ملمًا بعلوم القرآن والحديث والتواصل مع العلماء والمتخصصين في كافة المجالات لتيسير فهم الواقع، وكذلك مواضع اختلاف الفقهاء والأئمة.
ولفت إلى أهمية توافر ضوابط للفتوى يعمل من خلالها المفتى وهى الإستمداد من الأدلة الشرعية بالأخذ بما أجمع عليه الأئمة أو الأخذ بالأرجح، وكذلك تنزيل الفتوى على واقعها مما يستدعى من الفقيه فهم الواقع حتى لا يُخرج الفتوى عن ظروفها وملابساتها، وقدرة المفتى على التفريق بين مسائل القضاء والفتوى والتيسير إذا وجد خلاف خاصة إذا كان في مسائل الجهاد.
وحذر علام من خطر الفوضوية في الفتاوى التي أصبحت موضة العصر، قائلا «كل من هب ودب يستفتى الآن ممن لديهم القليل من العلم والمعرفة والكثير من الجرأة فيتسارع الناس لأخذ المشورة منهم والفتوى مما يؤدى بطبيعة الحال لنتاج خلاف وتناحر وتضارب في الفتوى تسبب البلبله بين صفوف المسلمين».
وأكد أنه لا سبيل للحد من تلك المشكلة إلا اللجوء لأهل الخبرة والعلم والثقه والبعد عمن يتصدون للإفتاء قبل تمكنهم من أدواته وعلومه الضرورية.