رئيس التحرير
عصام كامل

إباحية البرامج الحوارية


هالني ما قاله ضيف على التليفون في أحد برامج التوك شو، وقام بسب المذيع علنا، وبدون أي رادع أخلاقي أو حتى رادع قانوني.

هذه البرامج التي تدخل كل بيت، ويراها الصغار والكبار، ويصطدمون بألفاظ بذيئة لم نكن نسمعها إلا في الشارع، وللأسف ليس في الشارع العادي وإنما في شوارع العشوائيات، التي دخلت ألفاظها وأفلامها بيوتنا.


حتى مخارج ألفاظهم وتقليدهم أصبح أيضا لدى أولادنا مقترنا بأفعال مشينة تعبر عن واقع يعيشونه، يريدون أن يعمموه لإفساد الجيل القادم، حتى في السينما التي يقولون إنهم يخاطبون فيها الكبار، تحول الأمر إلى كارثة.. للأسف أفسدوا حياة الكبار، وأدخلوا الإحباط في نفوس الشباب، حتى تخيل الجميع أنه لا توجد دولة، ولا يوجد عدل، وإنما العدل هو العدل الذي يفرضه البلطجي في الحارة، ويخلع ملابسه، ويمسك بالشومة والخرطوش ويتفوه بألفاظ كانت تمسحها الرقابة أيام ما كان هناك رقابة، ليضع العدل والحق، ما جعل البلطجة هي السبيل الأوحد لتحقيق العدالة في المجتمع، متناسين أن هناك دولة، وأن هناك قانونا، وأن هناك شيئا أساسيا اسمه الأدب والحياء.

ولأننا كنا نشاهد برنامجا مذاعا على فضائية تدخل كل البيوت، فإن الأمر يستوجب التحقيق العاجل، فأين الأجهزة الرقابية؟.. ومن يعمل على إعادة الذوق والآداب العامة؟.. وإذا كنا لا نرى ذلك على الفضائيات فأين نراه؟!.. وإذا كان أبناؤنا لا يشاهدون كيف تكون المناقشات الهادفة والهادئة على شاشات الفضائيات، فكيف يتعلمون آداب المناقشة؟!.. ألم نكتفِ من الفوضى والعشوائية طوال السنوات السابقة؟!

للأسف.. شبابنا يتعلم من وسائل الإعلام ما يفسد به مجتمعاتنا، فاتقوا الله يا من تراقبون هذه المهازل وتصمتون عنها.
الجريدة الرسمية