رئيس التحرير
عصام كامل

الزمالك الجديد


في أروقة نادي الزمالك طوال العقود الأخيرة، ظلت التعاقدات والصفقات في كل موسم حائرة وعشوائية، يتنازعها أعضاء مجالس الإدارات لينال كل منهم حظه في صفقة أو أكثر ليحقق شهرة سهلة، حتى أن بعض المجالس كانت توزع على العضو حصته من التعاقدات التي يمولها إذا كان ثريًا أو يقوم بإنهاء مفاوضاتها وإجراءات ضمها للنادي لو كان من محدودي الدخل.


وبمجرد تسريب خبر بأن فلانًا هو المسئول عن صفقة ما، تلاحقه وسائل الإعلام ويتحول إلى نجم مشهور خلال ساعات، وتملأ صوره الشاشات وتتصدر الصفحات، وهو ما كان يسعى إليه معظم أعضاء مجالس الزمالك، خاصة في ظل غياب منظومة تتولى إتمام الصفقات، وهو ما كان يميز الأهلي.

ولم يقتصر الأمر عند تحقيق الشهرة، ولكن بلغ مراحل خطيرة في عهد مجالس عديدة بالقلعة البيضاء؛ حيث كان يمارس كل عضو ضغوطه وسلطاته على الجهاز الفني لإشراك اللاعب الذي تبنى ضمه للفريق في المباريات حتى لو كان أداؤه سيئًا.

وكان يتم تشكيل الجهاز الفني على غرار توزيع السلطات في لبنان.. والآن في العراق.. فكل عضو بمجلس الإدارة يأتي بأحد أفراد الجهاز المعاون ليكون سندًا له، وأحيانًا يكون «عصفورة» ينقل أخبار وأسرار الفريق لسيادة العضو.

تكرر ذلك كثيرًا في الزمالك، خاصة في المواسم التي قدم فيها الفريق عروضًا هزيلة، وخرج منها بدون بطولات.

وتطور الأمر في بعض هذه المجالس، إلى قيام أحد الأعضاء بتجنيد لاعب شهير لنقل أسرار الفريق بالكامل، لدرجة أن اللاعب كان يترك التمرين؛ بحجة دخول الحمام، ويطلب عضو المجلس في المحمول ليخبره بمشادة أو حديث دار في التدريب.

وكان يتم تصنيف كل مجموعة من اللاعبين وأعضاء الجهاز، حسب ولائهم لعضو ما في مجلس الإدارة.. وانعكس ذلك على أداء وروح الفريق الأبيض، خاصة أن الوضع وصل لدرجة الصراعات وحرب تكسير العظام بين أعضاء المجلس؛ حيث يسعى كل منهم إلى فرض لاعبيه وإشراكهم في المباريات والإبقاء على أتباعه من الجهاز الفني بشتى الطرق والوسائل.

الزمالك الآن اختلف؛ بسبب شخصية مرتضى منصور، الذي يمتلك كل الخيوط ويديرها بنفسه، فكانت النتيجة إيجابية في صفقات الفريق الجديدة، لكن دون وجود آلية أو منظومة ثابتة لا ترتبط بتغيير مجالس الإدارات..

الزمالك يدار الآن بفردية ناجحة.. لكن الأهلي يدار بجماعية عشوائية!
الجريدة الرسمية