رئيس التحرير
عصام كامل

البلتاجي رائد السياحة المصرية.. الزيات: وضع حملة دولية للتسويق وفضلها على مقر الوزارة..حظى باحترام وتقدير الأوساط السياحية في العالم.. صدقي: ترأس لجنة الأزمات الدولية.. أسس المراكز السياحية خارج المدن

 الراحل الدكتور ممدوح
الراحل الدكتور ممدوح البلتاجى

أكد عدد من خبراء السياحة أن الدكتور ممدوح البلتاجى، وزير السياحة الراحل، كان رجل دولة من طراز فريد وكان يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه جيدا، وكان في المؤتمرات الدولية يتحدث على كافة الأمور فى مصر ولا يقتصر حديثه عن السياحة وحقق نجاحات سياحية كبيرة رغم أنه لم يكن رجل سياحة.


التسويق السياحي
وفى هذا الإطار يقول إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن الدكتور ممدوح البلتاجي هو أول وزير سياحة يضع حملة دولية للتسويق السياحي بقيمة 40 مليون دولار، وكانت الدولة قد خصصتها في هذا الوقت لبناء وزارة للسياحة، حيث إن المقر الحالي للوزارة ملكا لشركة مصر للسياحة التابعة لوزارة الاستثمار ولكنه طلب من القيادة السياسية في هذا الوقت تأجيل إنشاء مقر الوزارة وتخصيص المبلغ للترويج السياحي لأنه كان يدرك أهمية التسويق السياحي.

صناعة شاملة
وأضاف الزيات أن البلتاجي كان أول من تعامل مع السياحة المصرية على أنها صناعة شاملة وحقق طفرة سياحية في وقت قياسى، رغم أن فترة توليه الوزارة شهدت العديد من الأزمات، ولكنها لم تستغرق وقتا كبيرا، فالبلتاجي كان يتميز بعقلية دولية واسعة ولديه قبول من جميع صناع القرار السياحى في العالم.

ويقول أمير فهيم، الخبير السياحى وكبير المذيعين، إن الدكتور ممدوح البلتاجي علامة بارزة في تاريخ السياحة المصرية، ولا يمكن لأى مؤرخ للسياحة المصرية أن يتجاهل دور البلتاجى في تحويل السياحة المصرية من مجرد زيارة واحدة في العمر إلى مقصد سياحى طوال العام، كما أن المقاصد السياحية الشاطئية شهدت تكرار الزيارة من السائحين أكثر من مرة في العام أيام الدكتور البلتاجي، بالإضافة إلى أن المراكز السياحية المنتشرة خارج كردونات المدن تمت في عهده وتحول من الفندقة إلى الخدمات الشاملة التي يحتاج إليها السائح.

حضور دولي
وأضاف فهيم أن الدكتور ممدوح البلتاجي كان يحظى بحضور دولى كبير ساعده في تجاوز الأزمات التي كانت تواجه السياحة المصرية وساعده أيضا في اقناع منظمى الرحلات السياحية بتكثيف رحلاتهم لمصر وإجراء التعاقدات المختلفة مع القطاع الخاص السياحى الذي كان يرافقه في المعارض السياحية ولقاءاته المختلفة.

كما كان الراحل يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الإعلامية الدولية؛ لأنه كان سريع البديهة ويجيب على أسئلة الإعلاميين عن مصر في جميع المجالات، وكان محاورا بارعا ورجل سياسة في المقام الأول، وكان يؤمن بأن جميع المجالات الاقتصادية نابعة من العمل السياسي.

ويؤكد عمرو صدقى، الرئيس الدولى السابق، لاتحاد الشركات السياحة الأمريكية "ألاستا" أن الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق كان يمتلك كافة مقومات المسئول وقادر على إنجاح أي مجال يعمل به، وأكبر دليل على ذلك أنه جاء من القضاء للسياحة، حيث إنه كان في التشكيل الوزارى وزيرا لشئون مجلسي الشعب والشورى، وعندما اعتذر المهندس فؤاد سلطان عن حقيبة السياحة لمرضه تم تعيين البلتاجي وزيرا للسياحة.

رجل إعلام
وكأن الأقدار كانت تلعب دورها لتتحول السياحة المصرية على يديه إلى صناعة شاملة، كما أن البلتاجى كان يمتلك أهم عنصر من عناصر الترويج السياحى، وهو الإعلام، فالبلتاجى يصنف على أنه رجل إعلام من الطراز الأول على المستوى العالمى، ولذلك نجح في تجاوز كافة الأزمات التي واجهتها السياحة المصرية في عهده وحولها إلى نجاحات.

لجنة الأزمات
وأضاف عمرو صدقى أن التجارب العديدة في مواجهة الأزمات السياحية للبلتاجى وسرعة تجاوزها جعلت منظمة السياحة العالمية، وهى أكبر منظمة تابعة للأمم المتحدة تختار الدكتور ممدوح البلتاجى رئيسا للجنة الأزمات السياحية على مستوى العالم، وكان العالم وقتها ينظر إلى مصر على أنها دولة رائدة في مجال السياحة والسفر، ولعل ذلك قد حقق لمصر دعاية سياحية وسمعة بملايين الدولارات.

روح الأسرة
ويقول محفوظ علي، وكيل أول وزارة السياحة، والتلميذ المقرب للراحل البلتاجي أن ممدوح البلتاجي كان مدرسة تخرج فيها العديد من التلاميذ الذين حققوا نجاحات في المجالات المختلفة، وخاصة في الإعلام والسياحة فالدكتور البلتاجي كان يتعامل مع جميع من يعملون معه على أنهم أسرة، ولذلك كان الجميع يعمل طوال الليل والنهار دون كلل أو شكوى، وكنا نعمل في إطار من الحب وليس تأدية لوظيفة أو عمل مكلف به، فالجميع كان حريصا على تحقيق النجاح مها كان الجهد المطلوب.

وأضاف محفوظ أننا تعلمنا من البلتاجى التعامل مع جميع القضايا والأزمات بالدراسة والثقة، فكان يتصدى للأزمات السياحية الكبيرة، بعدم التهويل أو التهوين وكان يعلمنا ذلك كان يدرك أن الأزمة كبيرة، ويعمل على ذلك، ولكن مع منظمى الرحلات والإعلام الأجنبي، يوضح أنها عادية وتحدث كل يوم في الدول السياحية المختلفة كما تعلمنا من البلتاجى أن نتعامل مع العمل الحكومى على أنه شركة خاصة بنا، وأن أي نجاح يحدث نحن الذي نجني ثماره؛ لأن العائد على الاقتصاد القومي ينعكس علينا وعلى أهالينا وأقاربنا، ولذلك كنا لا نرتبط بوقت في العمل وأحيانا كنا نبيت في الوزارة، وخاصة عند حدوث أزمة سياحية أو حادثة إرهابية وكان هو أولنا فكان الراحل لا ينام أكثر من أربعة ساعات في اليوم، وتعلمنا منه ذلك، فغالبية من عملوا معه اعتادوا على ذلك في حياتهم حتى بعد أن تركوا العمل الحكومي.

المصطلحات السياحية
وأكد محفوظ أن الدكتور ممدوح البلتاجى أسس لعدد كبير من المصطلحات السياحية التي لم تكن معروفة في مجال العمل السياحي على مستوى العالم، منها السياحة قاطرة التنمية الاقتصادية، وأن التسويق روح العمل السياحي، وأن جودة الخدمات السياحية مفتاح تكرار الزيارة، وهو صاحب مصطلح أن السياحة تمرض ولكنها لا تموت.

كما أن البلتاجى أول من رفض مقولة: إن العرب قادمون، وكان يرى ضرورة التسويق في الدول العربية وهو أول من نظم قوافل للترويج السياحى في البلاد العربية.
الجريدة الرسمية