مات البلتاجي.. وبقيت السياحة!!
السياحة تمرض ولا تموت، شعار كان يرفعه الدكتور ممدوح البلتاجي، وزير السياحة الأسبق، في مواجهة الأزمات التي مر بها القطاع، كان يؤمن بأهمية التحرك نحو الأسواق المصدرة لها وقت أي أزمة، ضرب الإرهاب أكثر من منطقة سياحية في عهده ومات الكثيرون من الأجانب، ولم يستطع أن يضرب السياحة.
كانت تمرض وتتعافى سريعا، مات البلتاجي منذ أيام قليلة، وبقيت السياحة بعده مريضة، تئن من كثرة الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية بشكل عام، والتي شهدتها مصر مؤخرا بشكل خاص.
في السنوات الأخيرة فقد البلتاجي ذاكرته، وفقدت السياحة أيضا ذاكرتها، فشل في التغلب على مرضه وفشلت السياحة في التعافي، أحد عشر عاما قضاها وزيرا، لم يترك مكانا على الكرة الأرضية لم يذهب إليه ليسوق لها، جرأته في اتخاذ القرار ساعدت الدول المصدرة في التعاون معه وقت الأزمات التي مرت على القطاع، استطاع أن يخلق جيلا من المحررين السياحيين في وقت لم تؤمن مطبوعة صحفية أو وسيلة إعلامية بأهمية القطاع للاقتصاد القومي.
السياحة قاطرة التنمية في مواجهة الخلل الثقافي والاجتماعي الذي بدأ في التقليل من أهمية السياحة للاقتصاد القومي.. شعار رفعه البلتاجي في نهاية التسعينيات، عندما شنت صحف المعارضة حملة صحفية على البنوك التي فتحت أبوابها للمستثمر؛ لتمويل المشروعات السياحية والترفيهية.
تولى وزارة السياحة عام 1993، وقتها كانت السياحة الوافدة لمصر لم تتجاوز ثلاثة ملايين سائح، وتركها وقد وصلت الأعداد الوافدة إلى ما يقرب من 7 ملايين سائح، في ظل أحداث إرهابية كانت تستهدفها، خاض معارك شرسة سياسية وتشريعية داخل مجلس الشعب، في مواجهة تكتلات وأحزاب سياسية كانت لا تؤمن بأهمية السياحة كصناعة، ولا تملك ثقافة الاستثمار السياحي.
ولم تكن وحدها بل إن وزراء من الحكومة عملوا على إفشاله في بعض التحركات التي كان يقوم بها لتنشيط السياحة الداخلية، مثل الإعلام والمحليات، ولم يجد من يتعاون معه إلا بعد الرجوع للرئيس شخصيا، استطاع أن يجذب الاستثمارات السياحية من دول كثيرة أجنبية.. وقتها كانت المحاذير والمخاوف على رءوس الأموال عديدة، ولكنه استطاع أن يقنع القيادة السياسية بأهمية الاستثمار الأجنبي في قطاع السياحة، وأن يزيل تلك المخاوف بسبب بعض القوانين الرجعية.. مات البلتاجي وبقيت السياحة، فهل تتعافى من مرضها في ظل الأحداث المتزايدة يوما بعد يوم؟!!