«دولة الخبراء».. المصريون يفتون في كل شيء.. موجة سخرية من مدرب الأهلي الجديد قبل استلام عمله.. «تأليف» في ارتفاع الضرائب على السفر للخارج.. وخبير علم نفس: عادة قديمة بسبب غياب البح
«الفَتْي» سمة المصريين الأشهر في التاريخ، فهنا يستطيع الشعب المصري أن يتحدث في السياسة، الأمن القومي، التاريخ، الرياضة، الاقتصاد والشئون الخارجية، ساعد على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت الطرق للجميع أن يتحدث ويدلي برأيه، ومع وجود صفحات يتعدى متابعوها الملايين، أصبح لتلك الآراء مفعولا السحر وتحولت بعض منشوراتها إلى حقيقة لا تقبل الشك.
الاقتصاد
ضريبة جديدة على المسافرين في الخارج، كان ذلك الخبر الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن قيمة تلك الضريبة 400 جنيه، وبدأت الكوميكسات الساخرة تنهمر على هذا القرار.
الحقيقة كما أوضحها القرار نفسه أن زيادة الضريبة بقيمة مائة جنيه فقط على الدرجة الأولى و50 جنيهًا على الدرجات الأقل، ورغم وضوح القرار إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها اليد العليات في انتشار اخبارها الكاذبة.
الرياضة
المدير الفني للأهلي كان له نصيب كبير من هذا "الفتي" بعد أن تم الإعلان عن اختياره لتدريب القلعة الحمراء ليبدأ بعدها سيل التعليقات والصور الساخرة، واصفين إياه بمدرب فاشل أو يحتاج إلى مدرب، فيما صب الآخرون غضبهم على محمود طاهر رئيس النادي الأهلي، مؤكدين أنه لا يدرك مصلحة النادي جيدًا.
تلك الموجة الغاضبة من جماهير القلعة الحمراء حكمت على المدير الفني الجديد دون أن يعلن عن تشكيلة هجومية له، أو خطته في اللعب أو أسلوبه، مما اعتبر البعض أن هذا الهجوم على مدرب لم يبدأ عمله بمثابة نوع من أنواع الظلم، ناهيك عن من طرحوا أسماء بعينها كانت واجبة التدريب في النادي، ووفقًا لوجهة نظرهم فإن "بيسيروا" هو الأفضل.
سياسة دولية
الأمر تعدى إلى السياسة الدولية وإلى الصراع العالمي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمتعلق بروسيا، فخرجت الآراء تؤكد أن دخول روسيا أمر حيوي، فيما رأى الآخرين أن الولايات المتحدة هي الأفضل، هذا الجدل البيزنطي كان يمكن أن يكون في إطار آراء الشعب قبل أن يبدأ الكثيرون في كتابة الأسباب الخفية لتدخل روسيا، والمكاسب الحقيقية للتدخل الأمريكي بينما تحدث البعض عن المؤامرات، مما خلق حالة من الزخم التي لا تخرج من مختصين بالأمر.
غياب البحث العلمي
من جانبه يرى الدكتور أحمد الباسوسي، خبير علم النفس، أن "الفتي" لدى المصريين هي عادة قديمة منذ القدم، مشيرًا إلى أن لانتشاره أسباب كثيرة أهمها هو غياب قواعد البحث العلمي مما دفع الجميع إلى الكلام.
وأضاف "الباسوسي" أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في هذا الأمر، خاصة إنها متاحة للجميع ولا يستلزم أن تقول رأيك سوى أن تضغط على زر، مما خلق وظيفة جديدة اسمها نشطاء التواصل الاجتماعي القادرون على الوصول إلى كل مكان وهم في أماكنهم، أما عن التزييف فالأمر تحول إلى فجاجة دفع الأجهزة الرسمية إلى مطاردة تلك الأقاويل كل أسبوع.