رئيس التحرير
عصام كامل

نساء «النور» والانتخابات البرلمانية!


«غريب أمركم يا بتوع حزب النور.. تعتقدون أنكم ستموتون وتدخلون البرلمان في سبيل ما تؤمنون به.. إنكم لا تنظرون أمامكم.. تظنون أنكم تحجزون الجنة لأنفسكم، وتتركون الجحيم للشعب».


«لا مندوحة»- على رأي يسري فودة- أن ما سبق مقطع تخيلي بصوت «عباس أبو الحسن»، ردًا على ألاعيب وحيل بعض السلفيين، الذين اتبعوا «دين الكفرة»، وآمنوا بـ«الديمقراطية»، ووافقوا على ترشح «المرأة» في البرلمان. «بس من غير ما تكشف وشها»!

ما أفهمه أن «الإحداثيات الأخلاقية» ترتبط طرديًّا في نظر بعض السلفيين ببوصلة ما يراه شيوخهم واجبًا وطنيًا، أو حكمًا شرعيًا، أو تمويهًا سياسيًا؛ لذا تنشط «القواعد السلفية» في استخدام آليات الدفاع عن الذات، عبر «الإعلاء والتبرير»؛ في محاولة منهم لـ«رأب الصدع» الناشئ عن الصراع الحتمي بين «دواخل الإنسان (القيم)» و«خوارجه (السلوك)». وتزيد حدة هذه الظاهرة كلما اقتربت من حواف البرلمان!

فعلًا.. نحن مجتمع «شيزوفريني»، نتحدث بلسان الملائكة أمام وسائل الإعلام، ونتحول إلى شياطين على أرض الواقع.. نؤمن بحقوق المرأة ودورها الأساسي في نهضة المجتمع، بشرط أن تجلس في البيت، ولا تزاحم الرجال، ولا تختلط بـ«الذكور».. نتودد إليها؛ للحصول على «صوتها الانتخابي»، ثم نطبق على «زمارة رقبتها» معتبرين أن صوتها «عورة»!

امرأة «النور» تخوض الانتخابات البرلمانية في قائمة الحزب، جنبًا إلى نساء ورجال «النصارى»- كما يطلقون على المسيحييين!

وإذا كان الحزب السلفي مازال يرى أن «وجه المرأة وصوتها عورة»، فإن السؤال القائم: كيف تقنع المرشحة الناخبين الرجال من أبناء دائرتها بالتصويت لها؟

ولأن «النور» عوّدنا على المفاجآت، فليس من المستبعد أن تصدر القيادات السلفية «فتوى» تتيح للسيدات المترشحات على قائمة الحزب، بتحرير «توكيل» لأحد محارمها من الرجال «المفوهين»؛ ليقول لأبناء الدائرة: «مرشحكتم قوية الحجة، طيبة القلب، جريئة، مناضلة، خبيرة في كذا، وبرنامجها يعتمد على كذا وكذا.. وسوف تفعل كذا وكذا وكذا.. إلخ»، وإذا نجحت المرشحة، فلتصمت في البرلمان كما كان يصمت كثيرون من أعضاء الحزب الوطني المنحل، وتكتفي برفع يدها حال «الموافقة» على إقرار القوانين!

إن فوز «امرأة النور»، بهذه الكيفية، سيبهر العالم، لأننا، كأصحاب حضارة «السبعتلاف سنة»، نجحنا في جعل المرأة تشارك في الانتخابات دون أن تتفوه بكلمة، وتنجح وهي غائبة عن المشهد السياسي!
الجريدة الرسمية