رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب وراء فوز رباعية الحوار التونسي بجائزة نوبل للسلام.. تقريب الرؤى بين الحزب الحاكم والليبراليين.. رعاية حوار بين الإسلاميين والعلمانيين..تحديد خارطة طريق.. تجاوز الحرب الأهلية وتحقيق الديمقراطية

فيتو

اضطلع رباعي الحوار الوطني المكون من منظمات نقابية ومدنية في تونس، بدور رئيسي في عز الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بتونس بعد اغتيال محمد البراهمي منتصف 2013، وجنب البلاد فوضى تجربة الانتقال الديمقراطي بعد 2011.

جائزة تونس

وأعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية اليوم الجمعة، فوز رباعية الحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام هذا العام نظرًا "لإسهاماتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية" في تونس.

وأعربت كاسي كولمان فايف، رئيسة لجنة نوبل النرويجية، عن أملها أن يكون منح جائزة نوبل للسلام هذا العام للرباعية للحوار الوطني في تونس بمثابة "إلهام لمن يعملون من أجل عمليات السلام" في العالم.

وذكرت اللجنة أنها تأمل، من خلال منح الجائزة هذا العام إلى رباعية الحوار الوطني في تونس، أن "تسهم في الحفاظ على الديمقراطية في تونس وأن تعطي الإلهام لكل من يسعون لدفع السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباقي العالم".

حوار وطنى

وهو ما أكد عليه الاتحاد الأوربي في أول رد فعل له على منح الجائزة لرباعية الحوار الوطني، فقد أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي فيدريكا موجيريني، أن الوساطة الرباعية في الحوار الوطني في تونس التي حازت جائزة نوبل للسلام "مثال على كيفية الخروج من الأزمات في المنطقة"، وتابعت موجيريني على تويتر أن "منح جائزة نوبل للسلام لرباعية الحوار الوطني في تونس يكشف السبيل للخروج من الأزمات في المنطقة وهو الوحدة الوطنية والديمقراطية".

رسالة أمل

من جانبه قال حسين العباسي، الأمين العام للاتحاد العام للشغل، الذي رعى الحوار بين الفرقاء الإسلاميين والعلمانيين في تونس: "هذه رسالة أمل للمنطقة في أن الحوار يمكن أن يؤدي للطريق الصحيح وهو رسالة بأن التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح".

ومنح رباعي الحوار الوطني تونس شرف التواجد على قائمة الفائزين بجوائز نوبل العالمية المرموقة لأول مرة في تاريخها.

انتقال ديمقراطى

واضطلع رباعي الحوار الوطني وهو يتكون من منظمات نقابية ومدنية في تونس، بدور رئيسي في عز الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بتونس بعد اغتيال النائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو 2013، وكادت تجهض تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد التي بدأت في 2011.

وقاد الرباعي حوارا بين الفرقاء السياسيين في الوقت الذي لم يكن واردًا تمامًا جمع الإسلاميين ومعارضيهم حول طاولة واحدة لتجاوز الأزمة الخانقة ومخاطر الحرب الأهلية، كما ضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة الأكبر في تونس وذات الثقل السياسي والاجتماعي في البلاد، إلى جانب منظمة الأعراف والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

تقريب وجهات النظر

وكان لاتحاد الشغل الدور الأكبر في تقريب وجهات النظر بين الائتلاف الحاكم الذي قادته حركة النهضة الإسلامية الفائزة في انتخابات 2011 ومعارضيها من الليبراليين واليساريين، ويرجع ذلك إلى التاريخ النضالي التي تتمتع به المنظمة النقابية منذ تأسيسها في عام 1946 ومشاركتها في حركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.

حوار ممتد

وامتد الحوار على مدى أربعة أشهر وانتهى بتحديد خارطة طريق سياسية وتنصيب حكومة كفاءات مؤقتة وغير متحزبة لتولي الإشراف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن على في 2011، بما في ذلك تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى بعد المصادقة على الدستور الجديد للبلاد.

وأفضى الحوار الذي بدأ في الخامس من أكتوبر 2013 إلى تكوين حكومة مستقلة برئاسة المهدي جمعة في أواخر يناير 2014 وظل مسندًا لعمل الحكومة حتى تنظيم الانتخابات مع نهاية العام ذاته.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية