رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى النجار وروسيا و«باب» الثورة المخلّع!


نتائج مذهلة توصل إليها العبقري الليبرالي الدكتور مصطفى النجار.. حيث اكتشف أن التدخل الروسي في سوريا سيزيد الإرهاب! وسيدفع إلى نوع جديد لم يبدؤه العرب-كما يقول هو- إنما بدأته روسيا !! لالا.. الأفضل أن نقرأ مما قال..حيث يقول حرفيا:


"وسيخرج جيل جديد دمويا سينفجر في وجه الحكام تحويل الحرب بسوريا لحرب ذات صبغة دينية لم يبدؤه العرب وإنما بدأه الروس بغبائهم وسيدفعون ثمنه هناك لحظات فارقة تتحدد بعدها مصائر الأمم والويل لمن يتأخر عن إدراك الأوان وتعديل المسار" !

الكلام ليس للشيخ " ضباب بن الأحول" أو للشيخ " ضبش بن الأعمش"..لا.. إنها للدكتور مصطفى النجار.. رئيس حزب العدل السابق- هو السابق وليس العدل- وهو عضو مجلس شعب سابق أيضا- هو السابق وليس الشعب- والذي هو ناشط سياسي كبير.. والذي هو كاتب عمود أسبوعي في صحيفة مصرية معتبرة.. والذي لا يعرف وهو بكل الحيثيات والألقاب والمقدمات والمؤخرات السابقة أن الإرهاب ضرب المنطقة العربية منذ أكثر من ثمانين عاما.. وأن مصر وحدها قبل ثورتها الأم شهدت اغتيال رئيس للوزراء ووزراء ونسفت محاكم وحارات وشوارع ومحال وقتل قضاة وفجرت محاكم ودور سينما وممتلكات لغير المسلمين !!

أما بعد الثورة فحاول الإرهاب اغتيال رئيس الجمهورية وحاول الإرهاب تفجير مصر كلها وفشل إلا أنه عاد وقتل رئيس البلاد بالفعل ومعه عشرات الضباط والجنود في أسيوط ثم طل في تسعينات القرن الماضي ليقتل ويدمر 10 سنوات كاملة حتى عاد ليضرب المنطقة العربية كلها التي تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي بها تفجير وقتل ونسف وذبح وشنق وإحراق واغتصاب نساء لا يستثنى من ذلك حتى دور العبادة! واغتال الإرهاب في طريقه عدة دول ودهس أبناءها وسحق تطلعات شعوبها في الحرية تحت قدميه بثمن يصل إلى مئات الألوف من العرب وضعفه جرحى ومشردين!

النجار..لا يعرف عن كل ذلك شيئا وخرج يهدد ويتوعد روسيا ويحملها مسئولية الإرهاب.. وراح يسخر من موقف بلده-أو الذي من المفروض أنه بلده- لأنه خالف الموقف الأمريكي والأوربي ! ولأنها تتراجع عن تحالفها مع الخليج العربي! ولا نعرف لماذا الأخ مصطفى يريد بلاده تابعة لأمريكا ! ولا نعرف لماذا هاجم مبارك وثار عليه لنفس السبب !! ولا نعرف ما الذي يحزنه من مخالفة مصر لحيثيات حلفها مع الخليج العربي وقد هاجمه في السابق !!

ولا نعرف لماذا يزكي النجار النعرات الطائفية والمذهبية للتدخل الروسي وهو يزعم أنه ضد الطائفية؟!! ولا نعرف لماذا صمت سنوات على عربدة أمريكا في بلادنا العربية ولم نسمع منه همسا !! ولا نعرف كيف لم يعرف أن الأغلبية الكاسحة من العرب سعيدة بالتدخل الروسي وسعيدة أخيرا بعودة القوى العظمى الأخرى ليتوازن العالم من جديد كما كان !! ولا نعرف كيف يقبل على نفسه أن يتحدث نيابة عن الشعب السوري وهو يزعم أنه ليبرالي يحترم حق الشعوب في تحديد مصيرها !! لا نعرف كيف يتورط النجار بهذا الموقف وهذا الكلام وهذا المقال في وقت لا تتوقف فيه الاتهامات والتوقعات بأن كل أنصار أمريكا سيهبون لنجدتها !!

ولا نعرف كيف يتحدث النجار وكيف يقبل غيره أن يتحدث النجار عن الثورة وأي ثورة وكل ثورة !! ولا نعرف أي ثورة تلك التي من الممكن أن تنجح وواحد من قياداتها بهذه العقلية !!

الجريدة الرسمية