رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء: الموجة الحارة أضرت بالشعاب المرجانية في المحيطات

فيتو

قال علماء اليوم الخميس، إن الشعاب المرجانية تواجه أشد موجة حر قياسية تحت الماء للمرة الثالثة هذا العام بما في ذلك موجة حارة غامضة في المحيط الهادي.


وقالوا إن من المتوقع أن تقتل هذه الموجة القياسية من الحر الشديد في مناطق من المحيطات -وسببها تغير المناخ- شعابا مرجانية على مساحة تزيد على 12 ألف كيلومتر مربع أي ما يمثل نحو خمسة في المائة من إجمالي هذه الشعاب في العالم.

وقال الخبراء ومنهم من يعمل في الإدارة القومية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، إنهم أصدروا تحذيرات مماثلة عامي 2010 و1998 عندما سادت موجات حارة شديدة مناطق نمو هذه الشعاب.

والشعاب المرجانية كائنات بحرية دقيقة تحيط بها هياكل حجرية تكون عند تجمعها حواجز مرجانية تمثل مواطن معيشة الكثير من الأسماك، فضلا عن إنها تجتذب الكثيرين من هواة رياضة الغوص.

وتتيح الشعاب المرجانية للكائنات البحرية الاستفادة من التيارات البحرية الغنية بالمواد المغذية وسط تنافس محتدم على مصادر الغذاء كما توفر حيزا للمعيشة. وتلتصق هذه الشعاب بالأسطح الثابتة بعضها بعضا من خلال مادة أسمنتية طبيعية هي كربونات الكالسيوم لصنع هياكل صلبة حتى يتسنى ترشيح وتصفية التيارات البحرية المحتوىة على جزيئات الغذاء.

وقال مارك ايكن منسق هيئة الرقابة على الشعاب المرجانية في الإدارة القومية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي لرويترز "إنها المرة الثالثة التي نواجه فيها مثل ذلك. شهد عام 2015 حدوث أضرار بالشعاب المرجانية في شمال المحيط الهادي والهندي والمنطقة الاستوائية بالهادي وغرب المحيط الأطلسي.
"
وأضاف أنه كان يتعيّن على الخبراء رصد هذه الأضرار منذ عشرات السنين عندما كانت معدات الرصد أقل دقة.

وقال إن الموجة الحارة ألحقت الضرر بهذه الشعاب في شمال شرق الهادي بما في ذلك جزر هاواي.

وتزامنت هذه التحذيرات مع ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي، وتحدث كل ما يتراوح بين أربعة و12 عاما ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكا الجنوبية.

وقال تقرير للأمم المتحدة، العام الماضي، إن هناك بوادر على ظهور إنذار مبكر بأن الشعاب المرجانية في المياه الدافئة وفي المحيط المتجمد الشمالي -حيث يذوب الجليد بمعدل أسرع- من أكثر مكونات الطبيعة ضعفا، وإنها تواجه تغيرات غير قابلة للإصلاح بسبب الاحترار.

وحذر الخبراء من أن المياه الدافئة ليست هي المشكلة الوحيدة التي تواجه الشعاب المرجانية، بل هناك أيضا التلوث وزيادة درجة حموضة مياه المحيطات.
الجريدة الرسمية