«نفسنة» وبلاغ لشرطة الآداب!
بغض النظر عن أي صداقة تربطنا بالبعض، إلا أن الأسئلة المباشرة العاجلة الموضوعية المرتبطة بمصالح الوطن وأبناء الوطن أهم وهي تعلو ولا يعلى عليها، وهي: كيف عاد ثلاثي حلقة "نفسنة" التي تذاع على فضائية "القاهرة والناس" إلى بيتهم دون أي استدعاء من مباحث الآداب بعد ما قالوه ودعوا إليه وترويجهم للأفلام الجنسية وتحريضهم على مشاهدتها؟.. وكيف عادوا إلى بيتهم دون أي بلاغ إلى جهة وحتى الآن؟.. وهل بات من الضروري الكشف على الكثيرين قبل دخولهم إلى البلاتوهات؛ لفحصهم والتأكد من قدرتهم على الأداء السوي السليم؟.. هل بات من الضروري ومن أجل المنافسة أن نستبيح كل شيء وأي شيء؟.. هل بات الإسفاف والمسخرة طريقين لاستجداء الضحك والتصفيق؟
وإن كان قانون الإعلام وميثاق شرفه تأخرا في الإعداد والصدور لأسباب كثيرة، فأين أدوات الربط والضبط الأخرى؟.. أين قوانين هذا البلد؟.. كيف يمكن أن تكون - حتى - بدلة الراقصات في الملاهي الليلية لها معاييرها ويتم التفتيش عليها رغم جمهورها القليل جدا، وتترك الفضائيات وجماهيرها بالملايين سداح مداح؟!
قبل أشهر تحدثنا عن خروج هبة قطب على المتعارف عليه وعلى قيم البلد في موضوعاتها، وقلنا إن حدود الحديث في العلم والطب ولا حياء فيهما مرتبطان بالمصلحة، والمصلحة لا تتطلب الخروج على النص.. فما بالكم أن ولا واحدة من مذيعات البرنامج المذكور أعلاه تعمل بالطب ولا الصيدلة ولا حتى تجارة الأعشاب؟!
من المؤكد الآن أن خطة ما رسمت لاستهداف الشعب المصري وأخلاقه وسلوكياته.. فمثلا نجد في إحدى القنوات برومو يلح على الناس يوميا بعبارة تتصل بالخيانة الزوجية!!.. وبرومو آخر لبرنامج تليفزيوني شهير تعترف فيه فنانة كبيرة بأن أول قبلة لها كانت وهي بنت الثانية عشرة!!.. بينما برنامج آخر يسخر البرومو الخاص به من شعب عربي شقيق ولهجته وزيه الشعبي، وهو ما سينعكس بالكراهية المؤكدة للمصريين!!.. في حين تختص بروموهات أخرى بالحض على العنف أو الصراع الاجتماعي وغيرها وغيرها!!.. وهو ما يتطلب يقظة شاملة من كل هيئات المجتمع، ويكفي الانحطاط السلوكي في المدارس والتحرش الذي هو عرض مستمر طوال العام!
كاتب هذه السطور كان ضيفا على "القاهرة والناس" قبل أيام، وأذيعت الحلقة بعد ساعات من تسجيلها، وهو الوقت المطلوب فقط لمونتاجها وهو ما يعني - وهذه شهادة - أن إدارة القناة تمنح الثقة للكثيرين، وربما لا تجد الوقت الكافي لمراجعة كل شيء.. والثقة في محلها فعلا مع البعض، وفي غير محلها مع البعض الآخر، وهو ما يستلزم وبشكل عاجل تحقيقا داخليا بالقناة يبرئها مما جرى.. أما محاسبة المسئولين عن البرنامج من المجتمع فهو حق لا ينبغي التنازل عنه، وإلا فلينتظر - المجتمع - المزيد من المساخر والكوارث!