إدراج التركيب الوراثي لآلاف من أصناف الأرز في سجل للبيانات العالمية
وضع معهد بحوث الأرز القيادي في العالم "تسلسل الجينوم" لأكثر من 3000 من أصناف الأرز في سجل المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة (ITPGRFA)، في خطوة لتعزيز خطط إنشاء نظام تبادلي للبيانات والمعلومات العالمية في مجال الموارد الوراثية للمحاصيل.
وأعلن المعهد الدولي لبحوث الأرز (IRRI) ومقره الفلبين، بالاشتراك مع المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، عن هذه الخطوة خلال الدورة السادسة لمجلس إدارة المعاهدة، التي تضم 136 بلدًا عضوًا وتعقد اجتماعاتها بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) هذا الأسبوع.
وتمضي المؤسسات والحكومات حول العالم بتخزين المواد الوراثية في بنوك البذور. غير أن عدم إتاحة بوابة مشتركة وصولًا إلى البيانات الجينية يجعل من الصعوبة بمكان بالنسبة للباحثين ومُربّي النبات الوقوف على مواقع تحصيل المعلومات أو الإحاطة بتركيب الموارد الوراثية التي تحتوي عليها البذور.
وقال الخبير شاكيل بهاتي، أمين المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، إن "المعلومات الوراثية التي بحوزة المعهد الدولي لبحوث الأرز موضوعة في متناولنا ومتناول الجمهور العام، كعرض بالغ السخاء والأهمية من جانب المعهد لدعم مساعينا بغية أن تصبح كل المعلومات ذات الصلة بالموارد الوراثية في زراعة المحاصيل متاحة لفائدة الأمن الغذائي مستقبلًا".
وأضاف: "أن يتوافر من المعلومات عن الأرز، وهو في المحصلة النهائية القوت الأساسي لنصف سكان العالم، مثل هذا الكَم في متناول الجميع لهو خطوة رئيسية على طريق تأمين الأمن الغذائي للأجيال المقبلة".
ويمثل تسلسل الجينوم ما يشبه تعليمات داخلية ثابتة "تروي" للكائنات الحية كيف تنمو وتتفاعل مع البيئة. ويحتوي كل نبات أرز على قرابة 400 مليون "رسالة" من تلك في تسلسله الجينومي.
ويمثل تسلسل الجينوم ما يشبه تعليمات داخلية ثابتة "تروي" للكائنات الحية كيف تنمو وتتفاعل مع البيئة. ويحتوي كل نبات أرز على قرابة 400 مليون "رسالة" من تلك في تسلسله الجينومي.
ومع انفجار النمو السكاني على صعيد العالم، وتفاقم التغير المناخي على نحو أصبح يسبب صدمة تلو الأخرى للإنتاج الزراعي كالجفاف والفيضانات وفاشيات الآفات وغيرها، تمسّ الحاجة على نحو حاسم اليوم إلى تطوير أصناف محصولية أعلى غلة، وأقل ضررًا بالبيئة، وأشد قدرة على تحمل وطأة الصدمات.
ويطرح اجتماع روما الجاري هذا الأسبوع على بساط البحث كيفيات تعزيز النظام الحالي المتعدد الأطراف للموارد الوراثية، من خلال إنشاء نظام عالمي واحد للمعلومات في مجال الجينات. ومن شأن هذه المعلومات أن تحتوي على توجيهات لكيفية الحصول على المواد والبذور والعيّنات الجينية من بنوك المورثات القائمة بالفعل؛ وستتولى منظمة "فاو" الإشراف على تطوير النظام الجديد المطلوب تحقيقًا لهذه الغاية.
وأكد الخبير روبرت زيجلر، المدير العام للمعهد الدولي لبحوث الأرز، "نحن لا يمكننا أن نتوقع أن يعدّل كل بنك للجينات في العالم برامجه الخاصة بهدف إعادة تصميم قواعد البيانات ومطابَقة المعايير الدولية؛ وما نحتاجه بالأحرى هو إقامة ترابط لإتاحة بوابات النفاذ إلى قواعد البيانات... لكي يصبح أي طرف قادرا على التواصل مع الأطراف الأخرى"، و"هذا هو الاتجاه الذي سيتخذه نظام المعلومات العالمي للموارد الوراثية النباتية في القريب العاجل".