رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء فؤاد حسين «صائد الجواسيس» يكشف: حكاية اكتشاف أخطر جاسوس إسرائيلي قبل حرب أكتوبر

اللواء فؤاد حسين-
اللواء فؤاد حسين- أحد أبطال نصر أكتوبر

>> فجرنا قطارًا يحمل أسلحة وذخيرة حتى لا تستخدمه تل أبيب في قتال جنودنا

أشاد اللواء فؤاد حسين أحد أبطال نصر أكتوبر بالدور الوطني الكبير الذي لعبه أهالي سيناء في مقاومة العدو الصهيوني، مشيرًا إلى أنهم ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن أراضي الوطن.

وأوضح حسين في حوار لـ"فيتو" ضمن سلسلة الحوارات التي تجريها مع الآن عناية الله أنقذت حرب أكتوبر من الفشل بعد نجاح المخابرات الحربية في اكتشاف أخطر جاسوس، وكان ضابطًا كبيرًا يتعاون مع الجاسوسة هبة سليم، وإلى نص الحوار
:


*في البداية.. ما هي منظمة سيناء العربية؟
منظمة سيناء العربية أنشئت بتكليف من الفريق محمد أحمد صادق، مدير إدارة المخابرات الحربية بعد حرب 1967 من أهالي سيناء يشاركهم متطوعون مصريون من 12 محافظة، ومعهم 13 ضابط مخابرات، وكنت واحدًا منهم، وكان عددنا 757 فردًا تقريبًا، وكان الهدف من إنشائها القيام ببعض العمليات الفدائية ضد المحتل الإسرائيلي، خاصة بعدما علم الفريق صادق أن العدو استولى على معداتنا السلمية في سيناء والذخيرة بالكامل وينقلها عن طريق الأسرى المصريين بواسطة قطارنا مما أشعل النار بداخله.

طلب الفريق صادق تشكيل هذه المنظمة لمواجهة التحدي الإسرائيلي بأسلوبه، وبالفعل كانت أول انطلاقة للمنظمة هي تفجير هذا القطار بما يحمله حتى لا يصل إلى إسرائيل وتستفيد من معداتنا، وتوالت العمليات الحربية الفدائية في المنطقة بمختلف الأشكال، وكلها كانت ناجحة، وأقوى عملية ما زلت أتذكرها حتى الآن هي تفجير مبنى المحافظة في العريش، والذي احتلته المخابرات الإسرائيلية وتمركزت فيه، وخسرت إسرائيل في هذه العملية عددًا كبيرًا من ضباطها وجنودها».

*وما المهام التي كنت مكلفًا بها داخل المنظمة؟
كنت مسئولا عن الكشف على العناصر المنضمة للمنظمة، بمعنى التحري عنهم حتى لا يندس بينهم جواسيس لإسرائيل، وكنت أيضًا مع زملائي ندربهم على العمليات الفدائية، وكنا نسميهم في البداية «فدائيي سيناء»، ولما ازداد العدد أطلقنا اسم منظمة سيناء العربية، وكنت أتمتع بثقة مشايخ سيناء لمساعدتي لهم في حل بعض مشاكلهم دون تكليف، بل من منطلق حبي لهم.

*وما دور أهالي سيناء في مقاومة الاحتلال الإٍسرائيلي لسيناء؟
أهالي سيناء ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن وعن أراضي سيناء، فعقب دخول اليهود إلى سيناء كان الأهالي يقومون بعمليات للمقاومة دون توجيه لأكثر من شهر، وقاموا بالعديد من البطولات، إلى أن أرسلت لهم المخابرات الحربية من يعاونهم، ثم كانت هناك مجموعة إبراهيم الرفاعي، وهي من الصاعقة، وكانوا يقومون بعمليات داخل سيناء، وكانوا يقومون بجمع المعلومات والقيام بعمليات فدائية ضد اليهود وحققوا بطولات عظيمة.

*وماذا عن لقب «صائد الجواسيس» الذي أطلق عليك؟
لقب «صائد الجواسيس» جاء بعد اكتشافي 46 قضية تجسس ضمت مصريين وأجانب، وكنت مسئولًا عن إدارة مقاومة التجسس بالمخابرات الحربية، أما عن لقب «قاهر الجواسيس»، فجاء لأنه كانت تأتي بلاغات كثيرة بخصوص عمليات تجسس لكل الضباط، ودائمًا كان يصادف أن البلاغات تكون صحيحة، ووصل الأمر لدرجة أنهم كانوا يقولون إن فؤاد حسين يصطاد جواسيس من الشارع».

*وما هي أخطر قضية جاسوسية قمت بالكشف عنها؟
أخطر قضية جاسوسية نجحت في الكشف عنها هي قضية «المقدم فاروق الفقي»، وهو ضابط مهندس في القوات المسلحة، وكان يقوم بتعبئة الدشم، وكان على علاقة عاطفية بالجاسوسة «هبة سليم»، فقامت بتجنيده، وكان في البداية لا يعلم أنها جاسوسة، وكان يعطيها معلومات عن الدشم ومنصات الصواريخ، ويحكي لها قصصًا من داخل عمله، وبعد ذلك عرف حكايتها، وتعاون معها بمقابل مادي، وكانت المخابرات العامة تراقب الخطابات دون أن تعلم من هو الشخص الذي يراسل هبة سليم».

وأرسل الفقي رسالة قال فيها: «حضرت أمس مناورة بالذخيرة الحية»، فلجئوا للمخابرات الحربية ليعرفوا من حضر هذه المناورة، وهي كانت سرية وحضرها 12 شخصًا، وقمنا بدورنا في المخابرات الحربية وتوصلنا إليه، وكان في موقع مهم، وكان من الممكن أن يطلع إسرائيل على توقيت حرب أكتوبر» لولا الظروف التي أراد الله أن ينصر فيها مصر ويكشفه قبل تحديد موعد الحرب بفترة بسيطة.
الجريدة الرسمية